عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-12-2009, 01:58 PM   #2
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

يا لهذا الــ أسامة ,
ابحثوا في تاريخ الأمم الســالفة و المعاصــرة ,
قلبوا صفحات البداية و النهاية لابن كثير ,
نفلوا أوراق تاريخ الأمم و الملوك للطبري , و ابحثوا بين سطور تاريخ ابن خلدون ,
و قولوا لي هل هناك شخص في العالم أعلن الحرب على امبراطورية زمانه ؟
هل هناك شخص واحد عرض عليها الهدنة ؟
" أسامة " وحده , فعل هذا ....

هل رأيتم أمريكا أو أي إمبراطورية قبلها شكلت وحدة كاملة ضمن وكالة الاستخبارات , تتألف من مئات الأشخاص هدفها الوحيد القبض على شخص واحد كما فعلت أمريكا مع أسامة ؟
تخيل , مئات الأشخاص... بعضهم يلبس الكرافاته و يجلس في مكتب فاخر كمدير فرع أو دائرة , و بعضهم يلبس اللباس الأفغاني و ينغمس عينا على المجاهدين ,
بعضهم يجلس كل يوم ساعات طويلة فقط ليحلل موجات الراديو و الجوال ,
بعضهم يدرس في اليوم آلاف الرسائل البريدية و الإلكترونية ليصل إلى طرف حبل ,
بعضهم يجمع المعلومات المرسلة من الأقمار الصناعية التي تسبح في مدارات الأرض بحثا عنه ,
مباحث ...خبراء ...علماء...مدراء ....أمريكان , عرب , أفغان , باكستانيون , كلهم يبحثون عنه ولايجدوه ,
ثم تعلن أمريكا بعد سنين أن الوحدة لم تصل إلى أي نتيجة , و تقرر حل الوحدة توفيرا للمال و الوقت و الجهود ...
هل حدث هذا مع شخص آخر غير " أسامة " ؟
و الله لو لم أكن محبا للشيخ , لادعيت ذلك ,

هل تعلمون من هو مايكل شوير ,
هو المدير السابق لوحدة السي آي إيه المتخصصة في البحث عن أسامة ,
فقد وظيفته كمدير و بعد ذلك كعضو في السي آي إيه بعد فشله في الوصول إليه ,
يتوقع من هذا الشخص أن يكون أكثر رجل في العالم يكره أسامة ,
فلقد كان يقضيلسنين طويلة - ثمان ساعات من يومه عدى ساعات العمل الإضافي في البحث عنه , و بعد أن فشل فشلا ذريعا في ذلك فقد كرسيه و سمعته و برستيجه المهني ,و قبل ذلك وحدته الملغاة ,
لكن شوير , عندما يتكلم عن أسامة , تجده لا يشفي غليل أعداء أسامة ,
الرجل يتكلم عن أسامة و كأنه يخفي شيئا عما يجول في قلبه ,
عندما أستمع لهذا الرجل , أشعر أنه لا يكره أسامة , بل ربما يتعاطف معه ,
كأن في داخله " أسامة صغير " , مختبئ في أعماق وجدانه ,
مستتر في أحشائه بعيدا عن الأنظار ,

علمت أن بعض زملائه في الوحدة كانوا يمازحونه ويقولون له :

لعل شيطان أسامة قد ركبك ؟

لكن شوير , الذي يعرف عن أسامة أكثر من أي أمريكي آخر ,
يعلم أن الذي اعتراه ليس شيطانا ,
و لولا قومه لقال في الرجل غير الذي يقول ,
فخوفه ممن حوله, أو حرصه على مكاسبه يمنعه من البوح عن " أسامة الصغير " الذي يخفيه في باطنه ,
عد إلى كتابه المسمى " الفوقية الإمبريالية , لماذا يخسر العالم الحرب على الإرهاب " لتجد عجابا ,
فكأن الرجل يقول كما قال جده هرقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم :

لوددت أنني عنده فأغسل قدميه !

و انا متيقن من أن مايكل شوير لن يتأخر عن غسل قدمي أسامة إن مكنه الله من ذلك...

كيف لا و هو يقول في كتابه :

" بن لادن وجماعته يدافعون عن قيم يحبونها و يتمسك بها أيضا معظم المسلمين "

كيف لا و هو يرفض وصف أسامة بالإرهابي , و يقول عنه :
هو محارب و ليس إرهابيا ,
بن لادن شجاع وليس جبانا ,
بن لادن مؤمن , متدين ,

هذا ما يقوله قائد صليبيّ في السي آي إيه , قضى بضع سنين من عمره في مطاردة زعيم تنظيم القاعدة !

يقول شوير عن المجاهدين في مقابلته مع قناة الجزيرة :
لقد هزموا الاتحاد السوفياتي في أفغانستان , و هزمونا في العراق , و يبدو من المحتمل جدا أنهم سيهزموننا في أفغانستان ,

مسكين هذا الـ شوير , فقد بدأ عمله مطارِدا لأسامة , و انتهى به المطاف مطارَدا من قبل أسامة ..
لقد زرع أسامة في وجدانه بذرة إعجاب تقتات على ما بقي حيا من ضميره ,
لا يستطيع شويرالخلاص من شبح أسامة , و لعله يفكر فيه أكثر مما يفكر في أطفاله و أهله ,

يا أيها الصليبي المنصف ,

لا أعلم أمريكيا أقرب إلى دخول الإسلام منك!
, و إذا سمعتم يا أحبتي أن مايكل شوير قد أسلم يوما ما فاعلموا أنه أسلم على يدي أسامة الذي كان يطارده , مثلما أسلم سراقة بن مالك و هو يطارد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
و لا أعلم كم مرة سقط شوير من حصانه و هو يطارد أسامة قبل أن يعلم أنه على حق ؟



ليس مايكل شوير هو الصليبي المنصف الوحيد الذي يتمنى غسل أقدام أسامة , فهناك رجل آخر يتمنى الحصول على هذا الشرف ,

إنه روبرت فيسك ,

الصحفي البريطاني الذي نال جائزة أفضل صحفي بريطاني دولي سبعة مرات ,
روبرت فيسك يخفي في داخله " أسامة صغير " ,
هو خليط من الإعجاب و الاحترام و التقدير يحمله كل من التقى أسامة أو حتى رآه من ثقب الباب !
عبد الباري عطوان , جمال اسماعيل , جون وتر , بيتر أرنت , و ليس أخيرا روبرت فيسك ...

يقول روبرت فيسك في مقالة تحت عنوان " بن لادن و قد بلغ الخمسين " :

" عرضت علي مجلة التايم الأمريكية شراء صورة التقطتها لابن لادن مقابل مبلغ من المال , رفضت , ألح علي مدير قسم التصوير في المجلة لشراء الصورة و تعديلها بالكمبيوتر ليبدو أكبر سنا , رفضت مجددا "

يرفض فيسك بيع صورة بن لادن مقابل أي مبلغ مالي ! خاصة إن كان هناك من سيعبث بها ...

لعله اليوم لا يجرؤ على إعلان سبب ذلك , خوفا على منصبه و مكانته و سمعته في الغرب لعله يسرد أسبابا أخرى لذلك , إلا أنني لا أشك أن الرجل يخفي شيئا ما عن أسامة غير الذي يظهره ,
هل تعلمون لماذا شعر فيسك بقشعريرة غريبة – كما قال بنفسه - عندما سمع بن لادن يذكر اسمه في خطابه للشعب الأمريكي المؤرخ في 29 أكتوبر 2006 ؟
لقد قال عنه أسامة :
" و كذلك لقاءاتي مع روبرت فيسك , و هذا الأخير هو من جلدتكم و على ملتكم و أحسب أنه محايدا "
فلقد ذكره ذلك بحادثة مهمة حصلت معه في الماضي , نترك فيسك يرويها لنا :

" لقد كان ذلك الاجتماع الثالث بيني و بينه , عندما وصلت إلى خيمته , حضر و على وجهه ابتسامة عريضة لم ارتح لها , قال أسامة :
(لقد رأى أحد الإخوة في المنام أنك أتيت على حصان مرتديا لباس إمام مسلم , و واضعا عمامة على رأسك )
فرددت عليه و قلت : لست مسلما , أنا صحفي و وظيفتي إيصال الحقيقة "

ظن روبرت فيسك أنه قادر على نسيان هذه الحادثة , حتى جاء خطاب بن لادن الذي قال فيه أنه محايد ,
لقد كان وقع هذه الكلمة مزلزلا على روبرت فيسك , و أخاله شعر بما شعر به النجاشي عندما سمع وصف الرسول صلى الله عليه وسلم له بالملك الذي لا يظلم عنده أحد ...فكانت من أسباب اعتناقه للإسلام ...

و أرجو الله أن يهدي ذلك الصحفي المنصف و إن بقي من عمره يوما واحدا , فيطيله حتى يسلم و يركب ذلك الحصان معمما بعمامة الإسلام , فتصدق رؤيا ذلك المجاهد فيه ...

__________________




أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس