[المشرقي الإسلامي]

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أختنا العزيزة ريا على هاتين القصيدتين الرائعتين لهذا الشاعر المبدع رحمه الله والذي تنحني أمامه أوراق النقاد .والقصيدة الأولى يكاد يعدها نقاد الأدب من أرقّ ما قيل في الحب عبرتاريخ الأدب القديم كله لاسيما وأن ابن زيدون رحمه الله استطاع تطويع الجانب الصوتي ليكون حرف النون معبرًا عن الأنين والمد اللاحق عليه مفيدًا حالة النداء تلك الحالة التي اقتضت أن يكون حرف المد دلالة عن امتداد الحزن في نفسه .
القصيدة بها العديد من العناصر التي تدل على تمكنه رحمه الله مما كتب خاصة التجسيد أي إعطاء غير البشر سمة البشر في قوله رحمه الله :
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا
بأن نُغصّ فقال الدهر آمينا

وكان من أجمل ما قاله في القصيدة من خلال المقابلة أي تضاد صفتين أو أكثر في بيت الشعر وذلك من خلال يُخشى- يرجى تفرنا -تلاقينا :

وقد نكون وما يُخشى تفرقنا
فنحن اليوم لا يُرجى تلاقينا

أما القصيدة الثانية فيُحسب له عبقريته وقدرته على الاستفادة من رويّ حرف الثاء وهو حرف نادر الاستخدام صعب الكتابة عليه لكنه استطاع أن يركبه ويطوعه مع إيقاع بحر الطويل لتأتي القصيدة شجيةّ وليأتي الأسى في القصيدتين على بحرين مختلفين دالاً على حسن توظيفه الإيقاع للحالة الشعوريدة وهي الحالة الأسيّة.
رحمك الله ابن زيدون ورحم هذا الشجن الجميل الذي يثبت أنك كنت إمام الصنعتين النثر والشعر في عصرك .

أشكرك أختنا العزيزة على حسن ما تمتعيننا به