عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2009, 06:07 PM   #13
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

ضحكنا طويلا وبدا كطفل مرح في يوم عيد أو عريس في ليلة زفافه... ونحننستعد للخروج انفرد بي هامسا :
" أحسأنني لن أعود, مدني بمفتاح + صغير قائلا:
"هناكل شيء , بريد صديق الطفولة الذي حدثتك عنه وصيتي, صوري ومجموعة من أشعار وخواطر. أتمنى أن تلح عليه بشدة لتنفيذها حرفيا بحذافيرها... دس يده في جيبه, هذا مبلغ ماليبسيط أهداني إياه الأخ أبو... الكويتي قبل استشهاده رحمه الله, نصفه سلمه لأسرةأبي... البغدادي ـ وكان من أحب إخوانه إلى قلبه ـ والنصف الثاني اشتري به أحديةرياضية للشباب ـ كنا حينها نعاني أزمة أحدية حتى لقبت كتيبتنا بمجموعة الحفاة. أماعن قصة استشهاده فقد أبلى رحمه الله في ذلك اليوم البلاء الحسن وكان أسدا بكل ماتحمله الكلمة من معنى. بعد ساعتين من الإثخان في عباد الصليب وأذنابهم, جاءهم الدعمالجوي والبري لفك الحصار عن من بقي منهم حيا وإخلاء الجرحى الذين كانوا يصرخونكالنساء الثكالى .
في مثلهذه الحالات جرت العادة أن ينسحب الإخوة في هدوء ووفق الخطة المرسومة والمدروسةسلفا وبعد أن تتطوع مجموعة للتغطية على هذا الإنسحاب وإشغال العدو. فكان رحمه اللهأول المتطوعين فداءا لإخوانه وحماية لظهورهم رفقة ثلاثة شباب آخرين. قتل الدكتوروهو اللقب الذي كنا نطلقه عليه وشاب لبناني من أصل فلسطيني وعاد عراقي جريح وآخرفرنسي سليم. حدثنا الأخ العراقي أنه منذ الغزو الصليبي لأرض الرافدين ناذرا ما رأىرجالا كالدكتور تقبله الله. قاتل بضراوة حتى نفذت ذخيرته وضاعت نظاراته الطبية, وضليناور من خندق لخندق ومن بيت لبيت لصرفهم عن الإخوة المنسحبين وشغلهم عنهم إلى أنأصيب في كتفه وصدره .
حاول الأخ الفرنسي سحبهلكنه رفض وألح عليه بمساعدة الأخ الجريح والانسحاب الفوري. لم ينس رغم سكرات الموتأن يبلغ سلامه للجميع . طالبا الاعتذار والصفح عن كل ما قد يكون بدر منه في حق أحد. ثم نطق الشهادتين وابتسم ابتسامته المعهودة التي ضلت مرسومة على محياه رغم خروجروحه ."
ختم الناعي رسالته بلاتنسوه وتنسونا من دعائكم وتنفيذ وصيته .
أخوكم أبو .... العراقيخادم المجاهدين.
وأنا أقرء مناقبه رحمةالله عليه وحادثة مقتله كنت أقاوم جاهدا الدموع المحتبسة في عيني . نسخت الرابطبأصابع مرتجفة, وأبحرت حيث الوصية وما رافقها من صور ومذكرات يوميات وأشعار...ثمهمت على وجهي كعادتي حين تنتابني موجة حزن أوحالتي المرضية التي صرت بسببها كمنقرأت عنهم يوما ما ممن سموا (بالمشائين) أعتقد أن أرسطو كانأحدهم.
همت على وجهي إلى أنوجدتني على شاطئ البحر.علاقة غريبة صارت تجمعني به مذ غادرت السرداب. لو كلفني بهدهذا الصخر لكان أهون علي من تكليفي إبلاغ أسرته بخبر استشهاده.
__________________




أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس