عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-11-2009, 02:53 AM   #4
علي
مشرف الخيمة المفتوحة
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 4,769
إرسال رسالة عبر MSN إلى علي
إفتراضي

أيها الإخوة المواطنون:
إن الوحدة هى إرادة شعبية، ولن أرضى من جانبى بأى حال من الأحوال أن أحول الوحدة إلى عملية عسكرية، وهذا هو السبب فى إصدار الأوامر بإلغاء العمليات العسكرية بالأمس.
الوحدة إرادة شعبية، ولا يمكن للوحدة أن تكون عملية عسكرية، كل هذا نشعر به، وكل هذا نحس به.. نحس به ونحن نشعر أننا أشد إيماناً بعروبتنا وبقوميتنا، وأشد إصراراً على أن تكون هذه الجمهورية هى قلعة للعروبة.. قلعة للنضال.. قلعة للكفاح، ولكننى أقول أيضاً: لقد حقق الشعب العربى فى سوريا فى هذه السنوات الأربع.. حقق مكاسب كبرى، وكل هذه المكاسب أصبحت الآن ملك لشعب سوريا، وأنا على ثقة إن شعب سوريا لن يتخلى عن المكاسب التى حققها فى السنين الأربعة الماضية. لقد استطاع الشعب السورى بعد الوحدة أن يقضى على الإقطاع وكان الإقطاع فى سوريا يتحكم فى الفلاح، وكان الإقطاعى فى سوريا يعتبر أنه يملك الأرض ويملك الفلاح، وكان الإقطاعى فى سوريا إذا الفلاح رفض إرادته يخرجه من بلده، ويخرج أهله وعائلته وأسرته، كل هذه أمور معروفة.
وحاولت كل الحركات التقدمية أن تنظم العلاقة بين العامل وصاحب الأرض، العامل الزراعى، ولكن لم يمكن بأى حال أن تنظم هذه العلاقة، وكان العامل الزراعى عبداً لصاحب الأرض، وبعد الوحدة حرر العامل الزراعى، ونظمت هذه العلاقة.

أيها الإخوة المواطنون: لقد حقق الشعب السورى فى هذه السنوات الثلاثة مكاسب كبرى لم يكن فى الإمكان أن تحقق فى عشرات من السنين، لقد انتهى الإقطاع، ووزعت الأرض على الفلاحين، وتحول الكثير من العمال الزراعيين إلى ملاك وزعت الأرض عليهم، بهذا قضينا على الإقطاع وقضينا على سيطرة الإقطاع، وبهذا حرر الفلاح، وكانت هذه هى إرادة الشعب السورى. وقد كنت أوزع سندات التمليك فى فبراير الماضى فى سوريا وكنت أشعر بروح الفلاح الذى يستلم هذه السندات، والذى ينتقل من كونه عامل زراعى إلى مالك للأرض، أصبح سيد أرضه وسيد نفسه وسيد إرادته.
هذه هى مكاسب حققها الشعب فى سوريا بعد الوحدة، وهناك مكاسب أخرى، فقد صدر قانون للعمال بمنع الفصل التعسفى، ثم صدرت قوانين بعد ذلك بهدف القضاء على ديكتاتورية رأس المال، وبهدف القضاء على الاستبداد، وبهدف القضاء على الاحتكار، وبهدف القضاء على السيطرة، وبهدف أن يكون الفرد العامل أو الفلاح - بالقضاء على الإقطاع أو بالقضاء على سيطرة رأس المال - سيد نفسه وسيد إرادته. وصدرت القرارات الاشتراكية التى هاجمتها بالأمس بيانات قيادة الحركة الرجعية الاستعمارية، صدرت القرارات الاشتراكية.. من أجل من صدرت هذه القرارات؟ هل من أجل فرد؟ من أجل هيئة؟ من أجل حزب؟ من أجل بضعة أفراد؟
صدرت هذه القرارات من أجل الشعب السورى؛ لأن الاحتكار كان يتحكم، ولأن رأس المال كان يباشر دكتاتوريته فى الحصول على الأرباح غير المشروعة؛ سواء فى هذا بالتحكم فى الأسعار، وسواء فى هذا بالتحكم فى الاستيراد، أو أى وسيلة من الوسائل الأخرى، أو فى عدم التوسع فى التصنيع.
أعلنا هذا، وقلنا إننا نريد أن نحرر الشعب، ولا يمكن أن تكون هناك حرية وديمقراطية طالما كانت هناك ديكتاتورية رأس المال، وطالما كان هناك استغلال وسيطرة، وطالما كان هناك احتكار، فكانت القرارات الثورية الاشتراكية؛ ومعناها أن هذه المصانع تملك للشعب وتنتقل ملكيتها للشعب، لا ٥ أو ٦ من الناس أو ١٠ من الناس كما كانت الأمور. كان الوضع - أيها الإخوة - إن فيه ٥ أفراد فى سوريا.. ٥ أفراد فى دمشق بيحصلوا على مكاسب لا نهاية لها، ٥ أفراد يباشروا الاحتكار.. ٥ أفراد يباشروا التحكم.. ٥ أفراد هم عبارة عن ديكتاتورية رأس المال.. ٥ أفراد بيعينوا الحكومة، والحكومة اللى جت النهارده كان رئيسها عينوه قبل كده ممثل لها وكان محامى لهذه الشركة.. شركة من ٥ أفراد كانت هى كل شىء.. أما الشعب.. الـ ٥ مليون.. لم يكن لهم فى هذا شىء.
عملنا إيه فى هذه السنوات؟ نقلنا الملكية من ٥ أفراد إلى مجموع الشعب كله، قضينا على الاحتكار، قضينا على سيطرة رأس المال، قضينا على ديكتاتورية رأس المال.
وأعلنا أن لا ديمقراطية فى وجود ديكتاتورية رأس المال؛ لأن الديمقراطية قد تكتب فى الدساتير أو فى القوانين، ولكن ديكتاتورية رأس المال تقضى عليها فى الحال، ديكتاتورية رأس المال تستطيع أن تفصل العامل من عمله، وأن تفصل الموظف من وظيفته، ديكتاتورية رأس المال تستطيع أن تتحكم فى رزق أى فرد أو أى شخص؛ ولهذا قلنا: فليكن كل فرد من أبناء هذه الأمة حراً؛ ولهذا لا نقتصر على أن تتملك حفنة من الناس، أو خمسة من الأشخاص لهذه المصانع الكبرى، تستخدم الدولة لمصالحها، بل يجب أن يتملكها الشعب.
وأعلنا هذه القرارات الاشتراكية، وقلنا إنها ديمقراطية اجتماعية، وإذا تواجدت الديمقراطية الاجتماعية فلن يستطيع أى فرد أن يتحكم وأن يسيطر، ولكن - أيها الإخوة المواطنون - استطاعت الدوائر الرجعية.. استطاعت الدوائر الاستعمارية.. استطاعت الدوائر الانتهازية.. استطاعت الأموال اللى صرفها هؤلاء الناس الخمسة إنها تشترى بعض الناس؛ علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لإرادتهم.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لديكتاتورية رأس المال.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لانتهازية رأس المال.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لتحكم رأس المال.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لتحكم الرجعية.. علشان يخضعوا الشعب فى سوريا لتحكم الفئة القليلة، التى تحكمت فيه فى الماضى؛ حتى تحصل على الأموال وحتى تحصل على الأرزاق.
إننى - أيها الإخوة - على ثقة أن الشعب السورى لن يفرط فى المكاسب التى حققها.. مش أنا أبداً اللى حققت هذه المكاسب.. مش جمال عبد الناصر أبداً هو اللى حقق هذه المكاسب.. الشعب السورى هو اللى حقق هذه المكاسب.. الشعب السورى أما بتكون المصانع ملك له.. الشعب السورى أما بيقضى على الإقطاع.. الشعب السورى أما يقضى على الاحتكار.. الشعب السورى أما يقضى على ديكتاتورية رأس المال.. الشعب السورى أما يتملك هذه المصانع التى كانت تتملكها فئة احتكارية.. الشعب السورى فى هذا بيكون حقق مكاسب؛ لأنه تخلص من ديكتاتورية رأس المال، ولأنه أصبح يملك إرادته.
العمال أما يمثلوا فى مجلس الإدارة بقيمة عملهم لأول مرة فى تاريخ أمتنا العربية، هذه المكاسب مكاسب كبرى لم يكن العامل يعتقد أنها من الممكن أن تحصل، هذه المكاسب حصلنا عليها؛ لأن العامل هو أساس هذه الأمة.. الفلاح هو أساس هذه الأمة.. لأن العامل هو إنسان ولابد أن تكون له الحقوق، لأنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يعمل العامل وأن ينتج العامل.. لا يمكن أبداً وإنه يأخذ الأجر اللى يمكنه بس من أن يعيش، وأن تحول كل الأرباح إلى الرأسمالى، أو إلى صاحب المصنع أو إلى الاحتكارى.
دا الوضع اللى كان موجود قبل كده.. دا الوضع اللى كان موجود، قضينا عليه بالقرارات الثورية الاشتراكية، أصبح الوطن ملك لكل أبنائه، أصبحت الأمة هى المتحكمة فى كل شىء، انتهى تحكم فئة قليلة من الناس.
طبعاً الحركة الثورية الرجعية الانفصالية ليست إلا تعبير عن مصالح الرجعية والاحتكار، ليست إلا سبيل للتعبير عن مصالح الرأسمالية وديكتاتورية رأس المال، ولكن أنا على ثقة - أيها الإخوة - إن الشعب السورى سيحافظ على هذه المكاسب؛ لأنها أصبحت حق له، لن يفرط فيها أبداً؛ لن يفرط فيها لأنه إذا فرط فيها بيفرط فى كل شىء.. بيسلم رقابه إلى حفنة قليلة من الانتهازيين الاحتكاريين، الرأسماليين الرجعيين، علشان يتحكموا فيه، علشان يستعبدوه، علشان يستغلوه.
الشعب السورى حصل على مكاسب.. اتبنت خزانات؛ اتبنت خزانات فى كل مكان، بدأنا ببناء خزان سد "الروستون".. الشعب السورى قادر على حماية هذه المكاسب.. الشعب السورى حصل على مكاسب فى بناء المصانع.. فى اشتراك الحكومة؛ القطاع العام، فى التنمية وفى التصنيع.
السنة دى كانت خطتنا بالنسبة لسوريا ان احنا نستثمر بواسطة الحكومة ٥٠٠ مليون ليرة، قبل الوحدة اللى استثمر أقل من ٥٠ مليون ليرة، من أجل من هذا؟! هل هذا من أجل فرد من الأفراد؟ أو من أجل حفنة من الناس؟ أبداً.. كان هذا من أجل الشعب؛ من أجل العامل ومن أجل أبنائه، من أجل الموظف ومن أجل أبنائه، من أجل كل فرد من أبناء سوريا ومن أجل أبنائهم، ومن أجل إقامة وطن عزيز كريم لا تتحكم فيه الرجعية ولا تتحكم فيه الاستغلالية، لا يتحكم فيه رأس المال ولا تتحكم فيه ديكتاتورية رأس المال. كان هذا من المكاسب وأنا على ثقة أن الشعب السورى قادر على حماية هذه المكاسب.
من المكاسب الأخرى التى حققناها - أيها الإخوة - إقامة الجيش الوطنى القوى؛ إقامة الجيش الوطنى القوى المسلح بكل أنواع الأسلحة. وإن الأمة.. وإن الشعب ضحى بالكثير من أجل إقامة الجيش الوطنى القوى. وأنا على ثقة أن الشعب فى سوريا سيحافظ على هذه المكاسب، وأن الجيش العربى فى سوريا لن يكون أداة فى يد الرجعية أو فى يد الاستعمار.
أنا على ثقة من هذا - أيها الإخوة المواطنون - على ثقة من هذا لأن الجيش السورى لم يكن فى أى يوم من الأيام.. لم يكن فى يد الرجعية، ولم يكن فى يد الاستعمار، قد تكون الرجعية قد غررت به بعض الوقت، ولكنه لم يقبل أن يغرر به أبداً، الجيش السورى هو عبارة عن الشعب السورى.. والشعب السورى لم يقبل أن يكون صنيعة للاستعمار وأعوانه، أو صنيعة للرجعية، لم يقبل هذا أبداً، بل كان دائماً رافع لواء الحرية، كان دائماً ضد الاستعمار وأعوان الاستعمار، كان دائماً ضد الرجعية، كان دائماً ضد العملاء.
أنا على ثقة - أيها الإخوة المواطنون - أن الشعب العربى فى سوريا سوف يسمع صوته للعالم كله، وهو يحافظ على هذه الأمة.. يحافظ على المبادئ الحرة.. وهو يقف فى وجه الرجعية والاستعمار وأعوان الاستعمار.. وهو يقف فى وجه ديكتاتورية رأس المال.. وهو يقف فى وجه الخيانة.. وهو يقف فى وجه التنكر للمبادئ والغدر.
إن الجمهورية العربية - أيها الإخوة المواطنون - ستسير فى الطريق وهى أشد قوة.. قلعة للحرية العربية، وقلعة للنضال العربى، تتمسك بالمبادئ فى سبيل خلق مجتمع ترفرف عليه العدالة الاجتماعية، والله يوفقنا جميعاً أيها الإخوة.
والسلام عليكم ورحمة الله
__________________

ان الثورة تولد من رحم الاحزان

لو نستشهد كلنا فيه ..صخر جبالنا راح يحاربهم !

إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر



الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه
علي غير متصل   الرد مع إقتباس