ولجعلت لمنابـر العلوم الشرعية ، أوقافـاً تغنيها عن قيـود السلطات الفاسدة ، وتقوم هذه الأوقاف بأعباء إغناء العلماء عن الحاجة إلى أحـد ، حتى يتـمّ تحرير الفتـوى من أغلال الطغاة ، فقد أفسـدوا فيها أيمّـا إفساد .
ولوضعت في كلِّ قطر إسلامي مؤسسات معنية بالهجوم على مشاريع التغريب الثقافية ، وكشف زيفها ، بتأهيل الدعاة ، والمفكرين ، لذلك .
ومن آخر خبائثهم ما قاله خبيث في صحيفة الثقافة اليمنية عدد 503، يتهم فيه القرآن بالتحريف بمقال بعنوان ( أخطاء عمرها أربعة عشر قرنا ) !! ، وفي جميع البلاد العربية من هذه الحثالة ، شرذمة يتبنـّاها الغرب الصليبي ، وينفخ في هزالها الثقافي ، والأدبي ليفرضها على الساحة الثقافية بالقرارات السياسية ، والهيمنة الإعلامية ، وإن التصدّي لهم لمن أعظم الواجبات ، لاسيما أولئـك الذي ينشطون هذه الأيام ، في عقـر دار الوحي ، في جزيرة الإسلام ، من أحفاد مسيلمة الكذاب لعنهم الله .
ولو كان الأمر بيدي لجعلـت الحكـّام العرب في بيت أفقر أسرة في غـزّة ، وجمعت لهم أطفال غزة يلقون عليهم محاضرات عن الكرامة ، وعـزّة الإيمان ، وأهداف الأمّة الإسلامية ، ثم بعد ذلك خيرتهم بين أن يطبقوا هذه المحاضرات ، ويوحّدوا الأمـة لمواجهة تحدياتها ، أو يرحلوا ـ قاتلهم الله ـ عنـّا.
ولأعدت ترتيب البنوك الإسلامية ، وتنظيم تعاملاتها وفق الشريعة الإسلامية ،فقد دخل عليه كثير من الأخطاء ، والتخبّط ، والمعاملات غير الشرعية ، فأفقدتها رسالتها ، ومن أعظم أسباب ذلك ، أخذهـا الفتوى ممن يتقاضى راتبـه منها ، وكان الواجب أن تكون ثمة هيئة منفصلة تتقاضى راتبا من أوقاف مستقلة ، هي التي تفتي للبنوك الإسلامية !!
ولو كان الأمر بيدي لجعلت ( شافيز ) ـ فإنا لله وإنا إليه راجعون ـ رئيسا للجامعة العربية ، ولو مؤقّـتا ، على الأقل حتى يتم إصلاح النظام العربي بالإسلام ، ثم لعله يسلم هذا البطل ، فيستمر في منصبه .
ولأمرت بتأليف كتاب ( شرايين مفتوحة ) جديد ، يحصي جرائم أمريكا ، وبريطانيا ، و الصهاينة في بلادنا منذ قـرن ـ بالتواطؤ مع خونة الزعماء العرب ـ وأمرت بتوزيعه نسخة مجانية لكلّ بيت مسلم من جاكرتا ، إلى نواكشـوط ، وشمالا إلى استانبول ، وجنوبا إلى عدن ، على حساب منظمة المؤتمر الإسلامي ، بدل هذه المؤتمرات التي تعقدها بلا فائدة ، وتنفق عليها الملايين !
ولو كان الأمر بيدي لأضفت إلى قناة ( صفا ) المباركة ، قنوات أخرى تفضـح الفكر الباطني السردابي القادم من طهران ، والمتآمر على أمّتنا ، الحالم ببناء إمبراطورية عنصرية باطنية على حطام حضارة الإسلام .
ولو كان الأمر بيدي لجمعت كلَّ القوى في اليمن في إتجاه إحباط مخطط الحوثيين ، وإفشال مشروع تقسيم اليمن ، ليس حبـَّا في نظام حكم عربي فاشل ، ولكن دفعا لأعظم شـرّ بتحمّل ما دونه .
وكذلك جعلت الأولوية لإفشال المخطط الإيراني على دول الخليج ، والبلاد العربية ،والإسلامية ، فشـرّ واقعنا المريـر ، أقـلّ من ذلك الشـرّ بكثيــر ، وتوحيد الجهـود لدحر المـدّ الصفوي ، مقـدّم على ما سواه .
ولتعـلم الأنظمة التي تريد مواجهة المشروع الصفوي الذي يرفع شعار أممي ، ويتجاوز حدود المستعمر برسالة حضارة ، تريـد مواجهـته بشعار الوطنية القزم ، والأحمق ، والفارغ ، أنهم إلى طريق الفشل سائرون ، والإيرانيون سيجرونهم إلى معارك مخطط لها ، لإستدراجهم إلى استنزاف يضعفهم ، ولايُستبعد دعمٌ خفي للغرب!
ولو كان الأمر بيدي لنشرت هذا المقال في كلّ مكان راجيا من الله ثوابه ، ولكن هذا البيان ، وعلى الله البلاغ ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ، ونعم النصير .
حامد بن عبدالله العلي