عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-11-2009, 03:22 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي لو كان الأمر بيدِي !




لو كان الأمر بيدِي !





لو كان الأمر بيدي لأدرجت الصراع مع الصهاينة في جميع مناهج التعليم في بلادنا ، وقررت فيها الطريق إلى تحرير فلسطين وفق النهج الإسلامي ، وأنه يمـرُّ عبر إعادة وحدة الأمة معتزة بدينها.



ولجعلت مادة ، ( قضايا الأمّة والصراع الدولي في ضوء القرآن والسنة )، مادة أساسية في كلّ كليات الشريعة ، ومعاهد الخطابة ، وتتناول ثلاثة مباحث رئيسة : المكائد الغربية على الأمة الإسلامية ودور الصهاينة فيها ، رسالة الأمة الحضارية وكيف تقوم بها الأمـّة ، النظام السياسي الإسلامي والطريق إلى استعادة دوره الموحّد والناهض بالأمة ، ولو كنت مديرا لجامعة تدرّس الشريعة لوضعت في هذا العلـم مؤلفا ، ومعـه متن ، أو نظم ، ليحفظه الطلاب ، ذلك أنّ من أعـظم أسباب ظهور (وعاض السلاطين ) ، هـو غياب فقـه هذا العلـم بين طلاب الشريعة ، حتى إنَّ أحدهـم ربما يتخرّج ، وهـو يمشي بين الناس لايدري ما الذي يجري حوله !



ومن الطرائف أنَّ سائلا سأل أحد هؤلاء عن موقف المسلمين في بلادهم ذات الصراع السياسي المحتدم ، من إحدى القضايا ، فقال له المفتي : تسمع وتطيع لولي أمركم ! فقال له السائل : إنّ حاكم بلدنا العربي يا شيخ ـ وفق الدستور ـ من دين غير الإسلام أصـلا ، فلم يصدقه ؟!!



ولو كان الأمر بيدي لفرضت على القنوات الإسلامية بثّ ساعة يومية موحّدة عن فلسطين ، يُركّـز فيها على معاناة غزة ، ويُطلب من جميع الدعاة أن يكون لهم دور في تحريض المسلمين على فكّ حصارها ، وتثبيت أهلها على خيار المقاومة ، ولو جُعلت هذه الساعة بثّا مشتركاً مع قناة الأقصى المباركة فبها ، ونعمـت .



ولجعلت لقضية المسجد الأقصـى خصوصية أكبر ، وأبرزتها في جميع وسائل الإعلام الإسلامية ، بحيث تظهر على طرف الشاشة دائما ، حتى يتم تحريره .



وبهذه المناسبة أقترح على جميع الحركات الجهادية أن تبني لها منبراً ( رمزيا ) حقيقيا للأقصى ، وتُظهـر صورته على منابرها الإعلامية ، من طالبان إلى فلسطين ، مروراً بفصائل الجهاد في العراق ، لإبراز التنافس على تحريره ، وفي ذلك رسالة عظيمة تحيي في الأمّـة روح العزيمة على الإنتصار ، وترفع معنوياتـها ، وتوحّدهـا على أعظم قضاياها .



ولو كان الأمر بيدي لجعلت أكثر من نصف الإنفاق في العمل الخيري الإسلامي في تأسيس شبكة عملاقة من القنوات الفضائية الداعية إلى الإسلام بكلّ اللغات العالمية المشهورة ، مع أنّ هذا المشروع يتبنـّاه بعض الدعاة ، وأُخبـرت أنهـم يعانون من صعوبـة إقناع المحسنين بأنّ الإنفاق الخيري في هذا المشروع العمـلاق أفضل ، وأجدى ، وأعظم بركة على المسلمين من غيره ، لأنّ الناس إذا اهتدوا للإسلام ، أو أحينـاه في قلوبهم ، سيبنون مساجدهم ، ومعاهد القرآن ، من أموالهم ، وذلك خيـرٌ من أن نبني مساجد تكلّف الملايين وربمـا لايصلّي فيها إلاّ النزر اليسيـر .



وفائدة هذا المشروع ـ أيضا ـ أنه يكسر الطوق عن الحصار على الإسلام ، ويُعجـز اعداءه عن ملاحقــته ، ذلك أنّ الإسلام إذا انتشر في جميع الأرض بالإعلام الإسلامي بجميع اللغـات ، فسنوسّع ساحات إنبعاثه ، فربما يظهر فيه من الشعوب غير العربية من يقوم به إذ تخلّـى عنه العـرب ، قال الحق سبحانه ( وإن تتولوّا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم ) ، ولا ننسى كيف قام العثمانيون الأتراك بهذا الدين ، فملئوا الأرض من نوره ، ونشروا حضارته ، وحموا بيضته ، قرونا متطاولة .



ولو كان الأمر بيدي لوفـّرت من أموال العمل الخيري قسطاً وفيـراً ، لضخّ السلاح إلى غزة ، إستعدادا للمعركة القادمة التي يتوعـَّد بها الصهاينة إخواننا في حماس ، وبقية الفصائل المجاهدة .



ولوضعت مشروعا يتعاون فيه الجميع ، لإزالة القيود التي فرضها الغرب على العمل الخيري الإسلامي ، ليمنعهـا من نصرة قضايا المسلمين .



ولأعدت قضية إستقلال الشيشان إلى الواجهة مرة أخرى ، مع التأكيد على الإستفادة من الأخطاء التي أدّت إلى الفشل , فقد أصبح قديروف اليوم يسخـّر (الدعاة) لتثبيت حكم (بوتن) على الشيشان !!



ولو كان الأمر بيدي لجمعت العلماء ، والدعاة ، ونشطاء الصحوة ، في مؤتمر عام ، يؤخذ فيه الميثاق لنصرة الشعوب الإسلاميّة لاسيما في البلاد المحتلة ، وعلى رأسها فلسطين ـ وإن كره الطغاة ـ وتوضع فيه البرامج الدعوية ، التي تحلّ فيهـا مفاهيـم ثقافة العـزّة والمقاومة ، مكان ثقافة الإنهزام ، ونهج دعـم مشاريع النهضة والتغيير ، بدل مشاريع الخنوع للواقع ، وينبثق عن هذا المؤتمر ، تجمعٌ لعلماء ليس فيهم متشوّف لمنصب دنيوي ، ولا طامع في تزلـّف لسلطة ، ولا خائف من عصا سلطان ، تجمـّع يمـدّ الجسور إلى كلّ الحركات التي تقاوم الطغيان الغربي على العالم ، ويغطيها بشرعية الإفتاء ، وسلطانه الباهـر على القلـوب ، والعقول.



ولجعلت الحركة الجهادية تضع لنفسها دستـوراً يشبه دستور طالبان ، يضبط مسيرة الجهاد المباركة ، ويحـدد الثوابـت ، ويترك مساحة للإجتهاد الذي تعذر فيه الحركات الجهادية في المتغيرات ،



ليحميها من الغلـوّ ، والعبثيّة ، والفوضى ، والجهل ، وشتات الرأي ، والراية ، والصراع الداخلي ، وشطحات العجلة ، و(العنتريات ) في غير محلّهـا ، وحرق المراحـل بسذاجة سياسية مثيرة لشفقة المحبّ ، وسخرية العـدوّ ! مما حوّل بعضها إلى وقود يحرق في مشاريع أخرى من حيث لايشعرون !



ولو كان الأمر بيدي لأمرت بأن يُنشـر بين الحركات الجهادية ، كيفية الإستفادة من وسائل العصر ـ كما استفاد النبيُّ صلى الله عليه وسلم من وسائل عصره ـ في إدارة الصراع ، ومنها الوسائل الإعلامية ، والطرق السياسة العصرية ، كالمناورات السياسية ، وعقد التحالفات ، والإلتفاف على أهداف العدوّ سياسيا ، وكسب الرأي العام لصالح مشروع الجهاد ، وكيفية إدارة الأزمات ..إلخ ، فجهل هذه الوسائل في عصرنا ، تماما كجهل أنواع الأقواس ، أو كيفية حصار القلاع ، في الأزمنة الماضية ، فهـي مؤثرة جداً في واقعنا المعاصر .



ذلك أنَّ المطّلـع على بعض التجمّعات يجدها في ( عتمة أميّة سياسية ) قـد جعلتـها عرضة لإتخاذ خطوات عميـاء في إدارة الصـراع ، فصارت نتيجتـها أنها تحاصر نفسها بنفسهـا ، وربـّما تقضي على مشروعها ، وهي لاتدري ، أو تتحوّل إلى أداة بيد غيرها ، وذلك أدهى وأمـر .



ولو كان الأمر بيدي لجمعت الفصائل الجهادية في العراق ـ وغيره أيضا ، وقلت العراق لأنهّـا الأكثـر خلافا للأسف ـ لوضع ميثاق شرف يؤكـّد فيه الجميع على شعار ( كلّ البنادق نحو العدوّ ) ويغلب روح الأخوة الإسلامية ، ويطرد دعاة الشقاق ، ومؤجّجـي نار الخلافات ، وروح الفرقة ، بنشر المطاعن ، وتوزيع الإتهامات ، وتصيّد الأخطاء ، فذلك كلّه لايخرج إلاّ ممن لايبتغي وجه الله في الانتصار للأمّة ، بل همُّه منصـبُّ على نصر حزبه ، وجماعته ، فهـو يضـيق ذرعـاً بإنجازٍ لغير طائفـته ، وذلك هو داء الشحُّ الذي قال عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ( أهلك الذين من قبلكم ) .



ولوكان الأمر بيدي لمنعت كلَّ من لايعرف بالتتلمذ على شيوخ العلم ، ويُعلـم كونه متأهلا للفتوى ، منزّهـا عن التزلـّف للحكومات ، متجرداً عن الطمع في المناصب ، أن يفتـي في قضايا الأمّة الإسلامية ، وأن يُضرب على يد العابثين بقيادة الرأي في الأمـّة ، حتى أسلموها لكلّ مفلس ، فضلا عن أشباح ( النيك نيم ) ! ، والمجاهيل في ظلمـة ( المناهيـل ) ..إلخ


جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس