.
**مذكرتي**
أوراق زركشتها خيوط أفكاري
تبدو البداية جميلة من حيث الصورة الذهنية لأن كلمة زركشة والأوراق لهما تصور في الذهن يتسم بالطفولية والمرح ، ولما تأتي كلمة خيوط أفكاري فكأننا بحضرة صورة لأفكار تتهادى كطائرات الورق ، وإذا كانت الأفكار كطائرات الورق فإن النفس تكون هي تلكم السماء التي تحلق فيها والتناغم بين خيوط الأفكار والأوراق المزركشة جعل القارئ في حالة تشوق لباقي ما سيُذكر وهذا من جماليات العمل وهو ما يسمى عند علماء الشعر حسن المطلع .
رسمت ذكريات ماضٍ...تجليات حاضر
ومجموعة تأملات لمستقبل مجهول
لا أتجرأ على مطالعتها كثيرا
أخاف أن أواجه انعكاسي عليها
هذا تعبير ربما ينحو منحى فلسفيًا نوعًا ما أخاف أن أواجه انعكاسي عليها ، وفيه تبدو من تتحدثين على لسانها وكأنها مرآة تخاف أن ترى الأشياء فيها .كان تعبيرًا جديدًا وفيه عمق مبطن.
ربما تكون صرفة في الحقيقة
لا أعلم كلمة صرفة تعود على ماذا بالضبط ؟ الذكريات أم ماذا ؟ لذلك لا أستطيع القول بأناه جيدة أو غير ذلك.
فأقرأني و أكتشف نفسي
ربما مجرد أحلام وردية
انصهرت بحرارة أيامي وجنون لحظاتي
لحظاتي التي عشت قليلها
معك
كانت لفظة أحلام وردية في النهاية متسقة مع البداية الجميلة وهذا يدل على أنك تربطين ذهن المستمع بالمطلع وأن الفكرة الأساسية لم تغب عنك والأجمل من ذلك المفاجأة بعد أن نطير إلى سماء هذه الصور الفاتنة نجد انصهار الأحلام الوردية ، وهذا جعل القارئ يُفاجأ بمعنى غير الذي كان يتوقعه وذلك في إطار مركز ومباشر .وكلمة عشت قليلها تأتي كمفارقة لأن اللحظات عددها أصلاً قليل فكيف إذا عاشت المُحِبّة ُ قليلاً من هذا القليل ؟ إنه الحرمان من اللحظات الجميلة والشوق الذي لا يكاد يروى .