[البدوي الشارد]

أخي محيي الدين:
أرجو منك رجاء حارا أولا أن لا تقيسني على مشاركين آخرين في الخيمة اعتادوا مع الأسف أن يدخلوا مع بعضهم ومع حضرتك تحديدا في صراعات إقليمية جاهلية. بالنسبة لي بلاد العرب أوطاني لا أفرق بينها وقبلها بلاد المسلمين ولا أنتقص من قدر شعوبها مصرية كانت أم خليجية أم "مغاربية" إلى آخره..
ثانيا: طالب الدكتوراه المذكور أعلاه كان بالصدفة مصريا ولكن هناك من أمثاله بالضبط في كل بلاد العرب ومنهم بلدي فلا تزعل!
ولو شئت أن أحدثك عن ألوان الجهل فسيشيب شعرك بحق.
ولأجل أن أزيدك معرفة بالسياق كان الحديث عن زميل فلسطيني ذكر أمامنا مائة مرة أنه مولود في لبنان لأن أهله مثل الغالبية الساحقة من أهل فلسطين شردوا عام 1948 من فلسطين.
في هذه المرة المائة والواحد سأله صاحبنا بمناسبة العيد عن أخبار عائلته وهل زارها في فلسطين في العيد
وهنا توليت أنا زمام الكلام وسألته عن معلوماته عن القضية الفلسطينية
يعني صديقنا لا يعرف أن فلسطين بمعظم مساحتها مخلاة من سكانها وممنوعة عليهم وهي التي تسمى الآن "إسرائيل" لعنها الله. وهذا منذ عام 1948 وهؤلاء اللاجئون متفرقون في أنحاء الأرض وأكثر مناطق وجودهم هو لينان وسوريا والأردن. وهم ممنوعون من العودة. ولا علاقة لهؤلاء بسكان الضفة وغزة اللتان احتلتا عام 1967. والصفة وغزة كلاهما أجزاء صغيرة كانت لم تحتل عام 1948 وبقيت الضفة بأيدي الأردن وغزة تحدت إدارة مصر.
فلا نخدع أنفسنا يا ابن الحلال وأعتقد أن غالبية العرب يظنون أن هناك حربا بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" هي مثل الحرب التي تقع بين دول متجاورة مثلا كالحرب التي وقعت بين ألمانيا وفرنسا
أما الموقف الشعبي المصري الوطني فلا شك فيه طبعا وهو واضح في كل معركة سواء معركة غزة أو معركة لبنان قبلها.
وهو على أهميته لكنه موقف غير مبني على أي معرفة عميقة ولا إدراك عميق لخطر الصهيونية.
فاعتبر ملاحظتي دعوة للواعين من أمثالك لنشر الوعي المطلوب. وشكرا لك.