عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-09-2009, 12:13 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أختنا العزيزة إيناس على إدراج هذا الموضوع ، والذي أراه من القضايا الشائكة في عالمنا العربي والعالم الإسلامي بوجه عام . كنا نفاخر الغرب فيما نفاخرهم فيه بأننا أشد ارتباطًا بأهلينا منهم ، والآن صرنا نفعل مثلهم وشرًا منهم ، فعندهم يتم الأمر طواعية واختيارًا واقتناعًا وعندنا يتم عنوة وقسرًا .

كنت أقول فيما أقوله لمن حولي إننا لو لم يبتلنا الله تعالى إلا بهذه البلية وبلية أخرى اسمها محاكم الأسرة لكان ذلك كافيًا ليصنع الضيق الذي لا يوازيه ضيق ، وعلى حد علمي أن هذه الظاهرة تنتشر في المجتمعات الأكثر مدنية وتقدمًا وليس العكس !
إن كثيرًا من القيم تتتحول لتحل محلها القيم المادية بأخس معانيها وأدنى تشكيلاتها الأخلاقية ، ومثل هذا السلوك شائن للغاية ، فمن باع أبويه هو على بيع من سواهما أهون ، وكما علمنا صلى الله عليه وسلم كما تدين تدان.
إن المجتمع العربي يتحول إلى مجتمع أناني مادي بشكل مستمر ، غير أنه في الوقت نفسه لا يزال في بؤة تخلفه الفكري والمعرفي والاقتصادي.
مثل هذا السلوك يعبر حالة من التفلت الأخلاقي للمجتمع والتي تلقي بظلالها على الحياة الأسرية ، والمشكلة أن الزيارات لهم أيضًا تكون قليلة وكذلك دعمهم المادي من الابن ، مما ينفي الحجج الواهية كالضعف الاقتصادي والانشغال أثناء العمل ...إلخ .
لقد قرأت حديثًا ضعيفًا وددت لو أنه صحيح أو لو أننا عملنا بمعناه :" من ضرب أباه فاقتلوه".
لقد مرت المجتمعات العربية والإسلامية بمشاكل أعظم بكثير مما تمر به الآن ولم تكن هذه الفكرة مطروحة مطلقًا إلا أن شيئًا آخر يزيد من هذه المأساة وهي أن مؤسسات الرعاية هذه تفتقد إلى الكثير من مقومات الإعاشة السليمة والإعداد المتكامل (النفسي بدرجة أكبر) والرياضي والغذائي ، لينتقل الكبار من الإهلاك الداخلي إلى نوع آخر من المعاناة التي لا تختلف عنها كثيرًا .
العاملون في هذه المؤسسات قد يكونون رحماء ، وهذا يذكرالآباء والأمهات بجفوة أبنائهم مما يزيدهم حسرة وألمًا ، وأما إن كانوا مثلهم ن فالحسرة تزداد وتكون كل الطرق مؤدية إلى المهلكة .مهلكة نفسية بطبيعة الحال قد تؤدي إلى الوفاة الحقيقية.
ما مستوى الرعاية الصحية المعد لهؤلاء ؟ وكم معاشاتهم من الدول التي تقوم على رعايتهم (لعن الله رؤساءها)؟ كل ذلك يجعل من القضية مأساة إنسانية لا يسدها إلا كلمة التقوى والأخلاق .
هذه ظاهرة لها ما يشابهها ، فالذي يزج بابنته لتعمل والذي يأخذ مالها بدعوى المعاناة الاقتصادية ، كل هذه نماذج فرعية من ظاهرة الانحدار الأخلاقي والفهم الخاطئ للصراع بين أدوار الحياة الاقتصادية والإنسانية (إن كان موجودًا أصلاً ).
يزيد هذه المشكلة أن نسبة المسنين في العالم العربي قليلة نسبيًا مما يجعل القارةالأفريقية مسماة بالقارة الفتية مقارنة بأوروبا القارة العجوز ، مع هذه القلة النسبية تفتقد هذه (الأقلية) إلى حقوقها المادية والمعنوية والتي تجعل طريقها النهائي بعد معاناة طويلة في سن الشباب أمرّ وأسوأ.
وسؤال أخير يوجه لواضعي أهليهم في الملاجئ : بالله عليكم ... بعد أن أودعتم أباءكم وأمهاتكم هذه الملاجئ ، وبعد أن ماتوا بها ولم يروا وجوهكم القبيحة(الحمد لله).. هل وجدتم لمشكلاتكم النفسية والاقتصادية حلاً ؟ أم ما زال عبء زيارة قبورهم والدعاء لهم (بعد نهب ميراثهم) أمرًا مرهقًا ؟
افعل كما شئت فكما تدين تدان .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل