[الباحثون]

تعطّلت سيارتي يوما في بغداد
فوقفت أنتظر سيارة أجرة فبطأ سائق سيارة مرسيدس سرعته نحوي مشيرا إلى أنّه يشتغل بسيارته الخاصة تلك تكسي فصعدت معه
وإذا به دكتوراه في الهندسة واستاذا في جامعة بغداد يشتغل بسيارته ليوصل الناس ليتمكّن من تحمّل تكاليف المعيشة
والله أبكاني هذا الموقف

أختي إقبال الله يرحم والديك لاتجعلينا نتذكّر مآسي العراق أيّام صدّام
وأنا من الناس الذين أرسلت إبنة عمّ لي أدوية أطفال من خارج العراق بالأطنان مجانا من خلال عملها في السلك الدبلوماسي
أتلفها صدّام ليموت أطفال العراق من الأمراض ليتباكى أمام العالم بأنّ أطفال العراق يموتون بالجملة

أختي الجامعات والطرق والزراعة يجب أن تكون ثمرتها مساكن مريحة يسكن فيها الناس وحدائق ومتنزهات وأسواق عامرة وأغذية متوفرة ورقي ثقافي بعد هذه العلوم

اين المساكن التي قدّمها صدّام لشعبه
مع هذا الكمّ الهائل من الجامعات وجدنا النتيجة إنهيار أخلاقي في أوّل يوم إحتلت فيها بغداد
هل تعلمين إلى ماذا يشير ذلك
أنّ الناس بعد ثلاثين سنة من حكم الحزب العقائدي لهم حصلوا على صفر في الثقافة نتيجة التجهيل وتصغير الكبير وتفضيل الصغير
فصار هناك شيوخ عشائر يسمونهم شيوخ التسعينات

يرحم والديك أتركي الموضوع
ودعينا نرجو من الله تعالى له الرحمة فأعماله مشينة بشكل نتحيّر بأي وجه نرجو له الرحمة كمسلم
ولكنّ الله تعالى أوسع من ذنوبنا وذنوبه

وأنت يافلاح أحييك وارجو أن تطلب الرحمة له
عسى الله تعالى بطلبنا الرحمة للمسيئين أن يرحمنا ويعوضنا عما اصابنا في حياة صدام وبعد مماته