برأيي أن من يتولى الإشراف على الخيمة الإسلامية يجب أن ينتمي للغالبية الساحقة من المسلمين وميزتهم أنهم غير منحازين لفرقة من فرق الأقلية التي تشد إلى نفسها الناس وتحارب غيرها. يا ليته لا يكون لا صوفيا ولا سلفيا ولا حبشيا ولا شيعيا طبعا، بل يكون على دين الوسط المعتدل الذي يملك الحس السليم الذي يميز بين ما هو جوهري وما هو عرضي وما هو مهم وما هو غير مهم.
وأيام طيب الذكر جمال المشرف السابق كنت لم أحبذ الهجمات المضرية عليه وحذرت المهاجمين من أن من يخلفه قد لا يكون أنسب منه! وقد كان جزاه الله خيرا وسطيا لا يدخل في الصراعات الطاحنة بين الفرق ولكنه كان فيه ضيق أفق وأسلوب تسلطي.
أختنا فرحة هي فريق من فرق تتصارع وتتطاحن حول مسائل غير جوهرية صارفة أذهان المسلمين عن التحديات الكبرى التي تواجههم.
والله يذكرني بعض المسلمين بأهل بيزنطة الذين كانوا يتقاتلون على موضوع جنس الملائكة والجيش المعادي لهم على أبواب القسطنطينية. وللعلم أخونا الباحثون هو أيضا من هذه الفرق وإن كان ممن يأخذ وضع الدفاع لأن الهجوم هذه الأيام والمبادرة بيد الطرف الآخر.
ليكن مشرف الإسلامية واسع الأفق مدركا لفقه الأولويات وسطياً غير نزاع للدخول في صراعات جانبية تلهينا عن الكارثة الوجودية الداهمة التي تهددنا بجميع فرقنا وقومياتنا.
|