عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-08-2009, 04:59 PM   #2
فرحة مسلمة
''خــــــادمة كــــــتاب الله''
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2008
المشاركات: 2,952
إفتراضي

تابع


أختي المسلمة : أعلم أن الأمر بالقرار في البيت شاق على كل من اعتادت الخروج ولكن اغلقي سمعك عن كلام الناس وتعليقاتهم المثبطة، ثم سيري قدما نحو تطبيق أمر الله بالقرار في البيت وجاهدي نفسك على ذلك وستجدين من الله الإعانة والتيسير .


واعلمي أن الخير كل الخير في بقاءك في بيتك وانشغالك في تأدية حق زوجك وتربية أولادك، فما ربت الخراجة الولاجة أبناءها مثلك يا من لزمت بيتك ، فالأصل رسالة البيت، وبقدر ما تبتعد المرأة عن بيتها وتخرج - سواء لحاجة أو لغير حاجة - بقدر ما ينتج عنه خلل في الوظيفة الأساس للمرأة، شعرنا بذلك أم لم نشعر .



لما قيل له صلى الله عليه وسلم هل على النساء من جهاد ؟ قال : ( جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة [ رواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه ] ، قال ابن حجر : وإنما لم يكن الجهاد واجبا عليهن لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر ومجانبة الرجال ، فلذلك كان الحج أفضل لهن من الجهاد . " الفتح 44606 "



وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله : سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا، وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة، ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراحا لصدرها، فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه .


ثم اعلمي أن الإسلام لا يدعو إلى شل قدراتك، بل إن من البارعات القادرات الداعيات العالمات من لازمن بيوتهن، فما كل من خرجت أنتجت ولا كل من لازمت بيتها فشلت . وقد حفل الإسلام بذكر شخصيات نسائية تفوقت في فن من الفنون وقد لزمن بيوتهن مثل حفصة بنت سيرين التي قال عنها مهدي بن ميمون : مكثت حفصة بنت سيرين ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة أو قضاء حاجة وغير حفصة كثير ، فمن لزمت بيتها تقربا إلى الله به فستحظى بالأجر العظيم والنفع العميم والتعويض خيرا، ولكن اجعلي نيتك خالصة لوجهه الكريم حتى لو كنت مجبرة على البقاء في البيت من قبل وليك حتى لا تحرمي نفسك الأجر .



أختي المسلمة : من النساء من تحتج في خروجها بصلة الأرحام فتتلبس في هذه الحجة وهي ليست منها في شيء ، فتغفل جانبا مهما وهو جانب الواجب والأوجب ، فتجيب دعوة ذوي الطبقات العالية أهل الدعوات الراقية وتتجاهل غيرهم مثلا ، ناهيك عمن تخرج وينبني على خروجها محظور شرعي كركوب مع سائق بلا محرم أو سفر بلا محرم .. بل وإهمال لأولادها ومسؤولياتها .



أختي المسلمة : اجعلي هذا الشهر الكريم فرصة لكِ لتطبيق شرع الله بالقرار في البيت فهو فرصة لذلك ، فنهاره صيام وليله قيام وأيامه معدودة ، وهي فرصة للطاعة واستثماره بالخيرات وتجنب الخروج ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وإذا ابتلت بالخروج فاحذري من التعطر والتبرج والخضوع بالقول في محادثة الرجال وتمسكي بحيائك فهو زينتك وشعارك.



وختاما تذكري قول الله تعالى :
يقول السعدي رحمه الله في هذه الآية : وإياكم أن تردوا أمر الله أول ما يأتيكم فيحال بينكم بينه إذا أردتموه بعد ذلك وتختلف قلوبكم ، فإن الله يحول بين المرء وقلبه فيقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى يشاء .


فتذكري أن الأمر بالقرار في البيت اختبار لأيمانك ومدى استجابتك لأمر الله فأري الله من نفسك خيرا .


وفقني الله وإياكن لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد
__________________









آخر تعديل بواسطة فرحة مسلمة ، 28-08-2009 الساعة 05:05 PM.
فرحة مسلمة غير متصل   الرد مع إقتباس