عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-08-2009, 11:28 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي حين لا نفهم ولا نصدق – فهمي هويدي

حين لا نفهم ولانصدق
</span> – فهمي هويدي




إذا جاز لنا أن نضععنوانا للأسبوع الفائت، فأزعم أنه قمين بأن يسمى أسبوع الحيرة والبلبلة، لأنناسمعنا خلاله بخصوص قضايا المصير كلاما طيّب خاطرنا من بعض القيادات العربية، ثم مالبثنا أن سمعنا نقيضه الذي خيب آمالنا من المصادر الغربية المعنية، بحيث لم نعرفبالضبط من نصدق ومن نكذب.
(1)
يوم الخميس 30/7 كان من بين عناوين الصفحةالأولى لكل من صحيفتي «الحياة» و«الشرق الأوسط» اللندنيتين ما يلي: السعودية: لاتطبيع إلا بعد السلام الشامل ــ لا تطبيع قبل الانسحاب من كل الأراضي وقبول مبدأالدولتين ــ مسؤول خليجي: رسائل أوباما لم تطلب تطبيعا.
ومما ذكرته «الشرقالأوسط» أن السعودية جددت التأكيد على موقفها الثابت إزاء التطبيع مع إسرائيل،والذي لن يكون قبل الانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وقبول تل أبيبمبدأ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. هذا ما صرح به لوكالة الصحافة الفرنسيةأسامة نقلي مدير الإدارة الإعلامية بالخارجية السعودية. فيما أكد مسؤول خليجي كبيرللشرق الأوسط أن بلاده تلقت رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن اتخاذ خطواتملموسة تجاه إسرائيل. لكن المسؤول أكد في الوقت ذاته أن هذه الرسائل لم تحمل معهاأي دعوة للتطبيع في العلاقات مع إسرائيل، على الأقل في الوقت الحاضر.
في اليومنفسه، ذكرت صحيفة «الحياة» أن واشنطن تحاول منذ ثلاثة أسابيع عبر رسائل الرئيسأوباما إلى بعض القيادات العربية وخطاب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الضغط علىالحكومات العربية لاتخاذ خطوات تتعلق بإعادة فتح مكاتب المصالح التجاريةالإسرائيلية في قطر وسلطنة عمان والمغرب، إلى جانب فتح المجال الجوي أمام طائراتتجارية آتية من إسرائيل ومتجهة صوب آسيا.
يوم 3/8 نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»حوارا مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل ــ تجاهلته أغلب الصحفالعربية ــ نفى فيه أن تكون الدول العربية قد رفضت طلب الرئيس الأميركي باتخاذخطوات للتطبيع مع إسرائيل، وقال إن هناك انطباعا خاطئا بهذا الخصوص، لأن الولاياتالمتحدة حصلت عموما، على موافقات سرية من جانب الدول العربية التي خاطبتها علىالتحرك نحو التطبيع. واعتبر أن الردود التي تلقتها واشنطن «إيجابية وجيدة جدا» وهوما تم في اللقاءات الخاصة والعلنية التي تمت مع الزعماء العرب، ومنهم مسؤولونسعوديون، وهؤلاء جميعا أبدوا استعدادا للنظر في إمكانية اتخاذ خطوات جديدة باتجاهإسرائيل، وخص السعوديين بالإشارة قائلا إنهم يريدون أن يساعدونا، وشأنهم في ذلك شأنبقية الدول العربية يتطلعون إلى إبرام اتفاق سلام يضع الأسس لإنهاء الصراع.
مايحير المرء ويضاعف من الشكوك والهواجس لديه، أن هذا الكلام تم تداوله بعد أيام منالنشر المفاجئ لمقالة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين في صحيفةواشنطون بوست (يوم 17/7)، التي دعا فيها الزعماء العرب إلى مخاطبة وسائل الإعلامالإسرائيلية لإقناع الشعب الإسرائيلي بالمنافع التي تعود عليهم جراء إحلال السلاممع العرب. وهي المقالة التي قيل إنها نشرت بموافقة سعودية مسبقة.
أليس من حقناأن نتساءل من نصدق ومن نكذب في هذه الحالة؟
(2)
خذ أيضا حملة التعبئةالراهنة التي تهيئ المسرح لإطلاق مقترحات الرئيس أوباما لتسوية الصراع العربيالإسرائيلي، التي يفترض أن تعلن قبل حلول شهر رمضان. وفي أعقاب زيارة الرئيس حسنيمبارك المقررة في 17 أغسطس الحالي. فقد قرأنا في مقال الدكتور عبد المنعم سعيد «بالأهرام» الجمعة، 8/8 دعوة طالبتنا بالاستعداد وربط الأحزمة لكي نشهد انطلاقةجديدة لعملية البحث شبه المستحيلة لتسوية مشكلة الشرق الأوسط. وقد شبه المرحلة التينحن مقبلون عليها بجولة السبعينيات التي أعقبت حرب أكتوبر، وجولة التسعينيات التيجرت بعد حرب الخليج الثانية. وقال إن الجولة الراهنة سوف تشهد حركة محمومة منالدبلوماسية والحركة السياسية، يكون للولايات المتحدة فيها الدور الأساسي. كماستكون هناك أدوار مشاركة قوية لدول الاتحاد الأوروبي ومصر والاتحاد الروسي ودولمجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى إسرائيل وسوريا والسلطة الفلسطينية ولبنان.
فهمنا من مقال رئيس مؤسسة الأهرام أنه منذ وصول باراك إلى البيت الأبيض، بدأتالحركة المحمومة، فوق السطح وتحته، وكان البحث جارياً عن أسئلة صعبة من نوعية: منأين نبدأ، هل على الجبهة السورية الإسرائيلية، أم على الجبهة الإسرائيليةالفلسطينية؟وهل تبدأ المفاوضات من جديد أم تبدأ من حيث انتهت في السابقات؟ وهل تقدمالأطراف المختلفة نوعا من إجراءات حسن النية، أم أن المفاوضات في حد ذاتها، بدلا منالسلاح، هي أهم علامات النيات الحسنة؟
إذا صح هذا الكلام، فإنه يثير أكثر منسؤال حائر. ذلك أنه حين يتم تشبيه الحاصل الآن بما جرى في أعقاب حرب 73 وحرب الخليجالثانية، فينبغي أن نتساءل عن الحدث المهم الذي استوجب التحرك الحالي الذي يحشدلأجله العالم، وإذا كان وجود رئيس أميركي جديد لا يعد مبررا كافيا لذلك، خصوصا فيظل الكارثة الاقتصادية المخيمة على بلاده، فهل يكون المطلوب هو «تنظيف الطاولة»وتسكين الموقف في المنطقة العربية، ليتيسر الانصراف إلى الاهتمام بتوجيه ضربةعسكرية لإيران قبل أن تقطع شوطها الحاسم في مشروعها النووي؟
ما الذي أسفر عنهالتحرك المحموم حتى الآن؟
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس