عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-08-2009, 08:32 AM   #4
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

وكثف ساسون، عشية عقد المؤتمرالبرلماني لمناصرة الشعب الفلسطيني في القاهرة، نشاطه واتصالاته بالصحافيين،وبمحرري الصحف اللبنانية والسورية وأصحابها، وبجهات لبنانية وسورية عديدة، وذلكبهدف عرقلة المؤتمر، والعمل على أن يقاطعه أكبر عدد ممكن من أعضاء البرلمانيناللبناني والسوري. وفي تقريره إلى موشيه شرتوك، يذكر أنه خلال مكوثه أربعة أيام فيبيروت، من أواخر أيلول/سبتمبر حتى بداية تشرين الأول/أكتوبر 1938، التقى كثيرين منالصحافيين ومحرري الصحف وأصحابها في بيروت ودمشق، وقد برز من تلك اللقاءات اجتماعهبالياس حرفوش صاحب صحيفة «الحديث» الذي اجتمع به ثلاث مرات، كما أنه التقى سمعانسيف محرر صحيفة «الأحوال» مرتين، وأسعد عقل محرر صحيفة «البيرق» مرة واحدة، وأنهسافر، في أثناء ذلك، إلى دمشق ثلاث مرات اجتمع خلالها بتوفيق جانا صاحب صحيفة «الاستقلال العربي»، وبشخصيات سورية أخرى. وبحث ساسون مع جميع من التقاهم في كيفيةعرقلة مشاركة أعضاء البرلمانين اللبناني والسوري في المؤتمر البرلماني، واتفق معكثيرين من أصحاب ومحرري الصحف على أن تنشر صحفهم مقالات باسم هيئات التحرير تدعوإلى عدم مشاركة أعضاء هذين البرلمانين في ذلك المؤتمر. ويضيف ساسون في تقريره أنهخلال الأيام الأربعة المذكورة أعلاه، ونتيجة جهوده، نشر ثمانية مقالات في صحفبيروت: «الأحوال» و«الاتحاد» و«لسان الحال» و«صوت الأحرار»، ضد مشاركة أعضاءالبرلمان اللبناني في المؤتمر البرلماني المزمع عقده في القاهرة في تشرين الأول/أكتوبر 1938. وقد شددت المقالات على أن كل من يشارك في المؤتمر البرلماني يذهب إليهباسمه الشخصي، وأن لا حق له في التحدث باسم لبنان، ولا التزام أي أمر كان باسملبنان أيضا، كما طالبت صحيفة «صوت الأحرار»، في مقال رئيسي طويل، المؤتمر البرلمانيباتخاذ قرار بضرورة وقف «أعمال الشغب» في فلسطين، وبإجراء مفاوضات بين الأطراف منأجل التوصل إلى حل مقبول للقضية الفلسطينية. ويضيف ساسون في تقريره أن «الياس حرفوشوعد بأن يقوم اليوم بزيارة كل من إميل إده رئيس الجمهورية اللبنانية، و«كيبر» مديرالقسم السياسي في الممثلية (الفرنسية) العليا، لحثهما على الإشارة إلى أعضاءالبرلمان الذين يعتزمون المشاركة في المؤتمر، بالانسحاب وعدم الذهاب، وذلك من أجلالحفاظ على حيادية لبنان، وعدم إثارة سخط الانكليز واليهود». ويشير ساسون، فيتقريره، إلى أن الياس حرفوش التزم أن ينشر خلال اليومين المقبلين مقالين شديدياللهجة ضد المؤتمر وأهدافه عامة، وضد أعضاء البرلمان اللبناني الذين يعتزمونالمشاركة في المؤتمر خاصة، وسيقول إنهم حصلوا على دعم مالي من نبيه العظمة للمشاركةفيه من أجل إظهار تضامن لبنان مع الثوار الفلسطينيين. علاوة على ذلك، يذكر ساسونأنه تمكن من تجنيد العديد من الشخصيات اللبنانية والسورية للتأثير مباشرة في أعضاءالبرلمان بعدم المشاركة في المؤتمر البرلماني، فقد تمكن بمساعدة خير الدين الأحدب،رئيس وزراء لبنان السابق، من التأثير في موسى نمور، الذي كان سيرأس الوفد البرلمانياللبناني، بالامتناع من المشاركة في المؤتمر، كما تمكن بمساعدة الياس حرفوش منالتأثير في عضوي البرلمان فريد الخازن وأيوب كنعان بالانسحاب من المشاركة.
الخلاصة
عالجت هذه الدراسة موضوعا مهما لم يتم التطرق إليه من قبل، كماتناولت موضوعات المقالات المدسوسة التي سعت لتحقيق الأهداف السياسية للحركةالصهيونية في إبان الثورة الفلسطينية الكبرى. ان نجاح ناشطي جهاز الدائرة السياسيةللوكالة اليهودية في اختراق الصحافة اللبنانية والسورية، في تلك الفترة بهذهالسهولة، وشرائهم خمس صحف منها، ونشرهم ما لا يقل عن 280 مقالا مدسوسا في الصحفاللبنانية والسورية الأكثر انتشارا، لم تكن نتيجة تمتعهم بمهارات خارقة، أوامتلاكهم أموالا طائلة، بل كان سببها ضعف المجتمع العربي، وهشاشة نخبه وفساد بعضها،واحتدام الصراعات بينها على أسس عشائرية وطائفية وجهوية. ومن اللافت للانتباه أنأولئك الذين مكنوا الوكالة اليهودية من اختراق الصحافة اللبنانية والسورية، بهذهالسهولة، هم أنفسهم الذين كانوا يتحدثون، باحتجاج، عن نفوذ وسطوة اليهود والصهيونيةعلى الصحافة في الدول الغربية.
[
تنشر في مجلة الدراسات الفلسطينية ـ دائرةالعلوم السياسية ـ جامعة القدس.
[[
قام بتحرير الدراسة صحافياً نصري الصايغ
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس