عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-08-2009, 08:32 AM   #3
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

وقدمساسون، في أواخر كانون الأول/ ديسمبر 1937، برنامج عمل إلى موشيه شرتوك، أوضح فيمقدمته أن تأثير هذه المقالات في النخب والرأي العام في سوريا ولبنان لن يظهر علىالفور، لكن بعد سنة، أو على الأقل بعد نصف سنة، شرط أن تستمر عملية نشر المقالاتبثبات وانتظام. ومن أجل تحقيق ذلك، اقترح ساسون، وبناء على تجربته ومعرفته بأصحابومحرري الصحف السورية واللبنانية وعلاقاته بهم، وآخذاً بعين الاعتبار مدى انتشارالصحف، نشر المقالات المدسوسة في سبع صحف، ثلاث سورية هي «فتى العرب» و«الإنشاء»و«الأيام»، وأربع لبنانية هي «صوت الأحرار» و«بيروت» و«لسان الحال» و«النهار».وأشار ساسون إلى أنه عند الحاجة، أو عند عدم القدرة على نشر المقالات في أي منالصحف المذكورة، فإنه سيستعمل صحفاً أخرى. وأضاف أنه من الأفضل نشر مقالات في الصحفالسورية أكثر من الصحف اللبنانية، غير أن الصحف السورية، وفقا لمعرفته وتجربته،تدقق جدا في مضمون المقالات واتجاهها، كما أنها في بعض الأحيان ترفض نشرها حتى فيمقابل ثمن مرتفع، وسبب ذلك في رأيه، يعود إلى اهتمام الصحف السورية بما أطلق عليه «البرستيجا»، وإلى علاقاتها بالقيادات الفلسطينية الموجودة في سوريا ولبنان، وإلىالدعم المالي الذي كانت تحصل عليه من كل من الحكومة السورية والقيادة الفلسطينيةوحكومات أجنبية. لكنه ذكر أن الصحف اللبنانية، ولا سيما الصحف المذكورة أعلاه، هيأكثر انتشارا في فلسطين والبلاد العربية الأخرى من الصحف السورية، وأضاف أن «بعضالصحف اللبنانية معني، لأسباب سياسية واقتصادية، بوقف الإرهاب في فلسطين، وبالحربضد الدعاية الأجنبية، وبتطور المشروع الصهيوني». ورأى ساسون، في ما يتعلق ببرنامجعمله، أن تكون وتيرة النشر مقالا واحدا في الأسبوع في كل صحيفة من الصحف السبع، أي 28 مقالا في الشهر، فهذه الوتيرة، في نظره، ليست مرتفعة، وخصوصا في ضوء «نشاطاتالمفتي الحاج أمين الحسيني والدعاية الأجنبية» في هذا المضمار، كما أنها تمكنالوكالة اليهودية من معالجة مختلف الموضوعات، وتستجيب في الوقت نفسه، لمطالب الصحفالمالية، وتبعد الشبهات عن صحيفة أو صحيفتين إذا ما انفردتا بنشر هذه المقالات.علاوة على ذلك، رأى ساسون، وناء على تجربته السابقة، ضرورة رصد 60 جنيها فلسطينيافي الشهر لدفعها إلى الصحف المذكورة في مقابل نشر المقالات، وأنه يجب استغلال هذهالمقالات وإعادة نشرها في الصحافة الانكليزية والأوروبية، والإشارة إليها في «وكالةالشرق».
في 22 تموز/يوليو 1938، نشر ساسون مقالين مدسوسين في «الاتحاد»و«الحديث» الصادرتين في بيروت، وذكر في تقريره أن أحد هذين المقالين، الذي كان مننسج خياله، يتحدث عن عزم المسلحين الفلسطينيين إلقاء قنابل على المسجد الأقصى، ثماتهام اليهود بأنهم هم من قاموا بذلك. أما المقال الثاني فيدعو إلى عدم مشاركةأعضاء البرلمان اللبناني في المؤتمر البرلماني لنواب الدول العربية والإسلاميةالمزمع عقده في القاهرة. واختتم ساسون تقريره بطلبه من المسؤول في الدائرة السياسة،نشر ملخص هذين المقالين في صحيفة «دافار» العبرية، كي يرى العالم «مؤامرة» المسلحينالفلسطينيين، ولإثبات أن لبنان يقف ضد المشاركة في المؤتمر البرلماني المزمع عقدهفي القاهرة.
وفي 5 أيلول/ سبتمبر من تلك السنة، اجتمع ساسون بنصوح بابيل صاحبصحيفة «الأيام»، وأحد رموز المعارضة في سوريا آنذاك، ومع أن هذا الاجتماع لم يكنالأول بينهما، إذ ان ساسون اعتاد لقاء بابيل قبل هذا الاجتماع وبعده، لكن يمكنالقول ان ما ميز هذا اللقاء هو أنه عمّق تعاون بابيل معه في عدة قضايا. فوفقاًلتقرير ساسون، جاء هذا الاجتماع بمبادرة من ساسون نفسه، وقد استمر ثلاث ساعات تحدثهذا الأخير في مستهله عن ان هناك ضرورة ملحة في أن تقوم الصحافة السورية بعمل مكثفمن أجل تهدئة الأوضاع السورية الهائجة والمؤيدة لنضال الشعب العربي الفلسطيني، وذلك «خدمة للمصالح السورية ومصالح اليهود في فلسطين»، وأنه طلب من بابيل المساعدة فيتهدئة الأوضاع في سوريا.
وبحسب تقرير ساسون، شكك بابيل في إمكان أن يصغيالصحافيون السوريون إلى الوكالة اليهودية، وذلك لأن المفتي الحاج أمين الحسيني يدفعالمال إلى معظمهم. ويضيف ساسون أن بابيل بلّغه في هذا الاجتماع أنه «هو نفسه استلممن المفتي في الأشهر الثلاثة الماضية، من دون أن يطلب، وذلك على حد قوله، مبلغ مئةجنيه فلسطيني، كي يدفع إلى العاملين في الجريدة، العاطلين من العمل، خلال إغلاقالجريدة في الأشهر الثلاثة الماضية». ويقول ساسون إن بابيل بلّغه أن لا فائدة منشراء صحيفة أو صحيفتين، وأن المنفعة لن تكتمل حتى إذا اشترت الوكالة اليهودية الصحفالسورية كلها، ما دام «مكتب الدعاية والنشر» التابع لفخري البارودي، ناشطا وفاعلا.واستطرد بابيل قائلا إنه لن يكون في الإمكان إسكات ذلك المكتب بواسطة المال، لأنالحاج أمين الحسيني يدفع إليه شهريا كثيرا من المال، وانه فقط بواسطة الضغط فيباريس ولندن يمكن إسكاته ومعالجة هذا الوضع. وفي ختام الاجتماع وافق نصوح بابيل علىأن تساهم صحيفة «الأيام» في تهدئة الوضع الهائج في سوريا والمؤيد لنضال الشعبالعربي الفلسطيني، وذلك في مقابل مبلغ مالي.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس