عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-08-2009, 08:30 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي المقالات اليهودية المدسوسة في الصحف اللبنانية والسورية

لبنان أولاً... مصرأولاً... سوريا أولاً... منتج صهيوني!
المقالات اليهوديةالمدسوسة في الصحف اللبنانية والسورية
هل كتب الصهاينة في الصحف العربية، وتحديدا في الصحافة اللبنانية والسورية، ولماذا؟ هل كانت صيغة «لبنان أولا» و«سوريا أولا»، و... من إنتاج صهيوني؟ كيف دفعت الصهيونية كتابها الكبار وإعلامييها لتزويد الصحافة العربية، بمقالات وتعليقات وتحقيقات، ودفعت ثمن نشرها؟ هل نجحت في دفع الصحافة العربية، إلى الابتعاد عن المشكلة الفلسطينية، والاهتمام فقط، بمشاكل المواطنين اللبنانيين والسوريين، بعدما قامت، هذه الصحافة بالذات، بمسؤولياتها في إيضاح المخططات الصهيونية الرامية إلى احتلال فلسطين؟
في الإجابة عن ذلك، تجرأ الباحث الفلسطيني محمود دياب على فتح أرشيف الوكالة اليهودية، وتسليط الضوء على المقالات المدسوسة والأخبار، التي فاقت 280 مقالا، نشرت إما باسم هيئة التحرير أو بأسماء عربية مستعارة، وإما على شكل تقارير، كأنها من مراسلي الصحف.
مصادر المقالات المدسوسة: تقارير مسؤولي جهاز الاستخبارات التابع للدائرة السياسية للوكالة اليهودية والمحفوظة في الأرشيف الصهيوني المركزي، وخصوصا تقارير الياهو ساسون، الذي كان يتولى مسؤولية الإشراف على المقالات المدسوسة... وقد كانت هذه الوثائق «سرية للغاية».
عكست المقالات العقيدة الإعلامية التي تبناها الكتاب في الوكالة اليهودية:
1ـ تشويه النضال الفلسطيني.
2ـ طرح أجندات بديلة من القضية الفلسطينية.
3ـ زرع أخبار ملفقة لتأسيس رأي عام عربي ضد الفلسطينيين.
4ـ دفع اللبنانيين والسوريين إلى الاهتمام بشؤونهم وقضاياهم، على أن تكون للقضايا الكيانية الأولوية المطلقة.
يقول كاتب الدراسة إن الوكالة دفعت أموالا، لقاء نشر مقالاتها، واستطاعت تغيير مواقف عدد من الصحف والكتاب العرب. وفي شهادة حاييم كالفارسكي (مسؤول جهاز الاستخبارات في الدائرة السياسية للوكالة اليهودية) تقرير عن تجنيد أربعة يهود في بيروت للتأثير على الصحافة اللبنانية، لقاء مبلغ من المال وضع بتصرفهم. ويشير كالفارسكي إلى أن هذه اللجنة تمكنت من تغيير مواقف صحيفة (الأحوال) وصحيفتي «لوريان» و«لاسيري». وأنه أثناء وجوده في بيروت اجتمع بخير الدين الأحدب، (رئيس وزراء لبنان لاحقا) محرر صحيفة «العهد الجديد»، وأفاض في حديثه عن ضرورة التفاهم بين العرب واليهود، وطلب من الأحدب تقديم المساعدة للوكالة بواسطة نشر مقالات موالية للصهيونية في صحيفته. ثم سأله في نهاية الاجتماع عن المبلغ الذي يريده في مقابل خدمته هذه، فأجابه هذا أنه يريد 400 جنيه فلسطيني في السنة، وهو مبلغ مبالغ فيه، ثم اتفقنا على 200 جنيه فلسطيني تدفع بأقساط كل ثلاثة أشهر».
اكتشف محمود محارب في دراسته أن ناحوم فيلنسكي (منشئ وكالة الشرق التلغرافية) وضع نصب عينيه هدفاً، يقضي بمنع «قيام جبهة عربية موحدة ضد الصهيونية، وذلك عبر إيجاد شرخ واسع بين الحركة الوطنية الفلسطينية والأقطار العربية وبخلق مصاعب أمام الحركة الوطنية الفلسطينية في الشرق كله.
وتنفيذاً لهذه التوجهات «اجتمع كل من الياهو ساسون والياهو ابشتاين بوديع تلحوق، المحرر في صحيفة «الإنشاء» السورية في فندق أمية في دمشق، وبحثا في إمكان أن ينشر مقالات في الصحافة السورية، لشرح المشروع الصهيوني في فلسطين، وتمخض هذا الاجتماع عن موافقة تلحوق على القيام بهذا الدور، شرط أن تزوده الوكالة بمواد معتدلة».
وفي العام 1937 كثف ساسون نشاطه لنشر مقالات في الصحف السورية، بعدما أظهرت التقارير النشاط السياسي الذي يقوم به قادة رأي سوريون للدفاع عن فلسطين. وأثمرت جهود ساسون نشر ثلاثة مقالات، ظهر أحدها في صحيفة «الدستور» في حلب. وظهر كافتتاحية، جاء فيها: «نحن أولى بلجنة دفاع عن سورية من لجنة دفاع عن فلسطين وباقي بلاد العرب»... «ان ينصرف السوريون مثلا، وهم في حالتهم الحاضرة المليئة بالفقر المدقع والاضطراب والاختلافات والتحزبات، الى معالجة المشكلة الفلسطينية وغيرها، وهم على ما هم عليه من تفكك وخور. فذلك فضلا عن انه يؤخرهم عن تدارك أمرهم الذي قد يؤدي إلى الهلاك والدمار، فهو يؤدي أيضا إلى الهزء منهم والاستخفاف بهم من قبل الأجانب الطامعين. فنحن والحالة هذه أولى بلجنة دفاع عن سورية منا عن لجنة دفاع عن أية بقعة من بلاد العرب العزيزة... ولا نظن عاقلا، مهما بلغ التهور والتطرف، يترك باب داره مفتوحا أمام عصابات اللصوص المحدقة به من كل صوب، ويهب لمساعدة جاره المنكوب بدوره بهؤلاء اللصوص».
ونُشرت مقالة في صحيفة «الجهاد»، في سوريا، تهاجم لجنة الدفاع عن فلسطين، «وتطالب الحكومة السورية بمصادرة الأموال التي جمعتها اللجنة لمصلحة فلسطين وتوزيعها على فقراء سورية وعمالها الذين يتضورون جوعا». وانتقدت مقالات في جريدة «الجهاد» الحكومة السورية والشعب السوري لأنهما أهملا مسألة لواء الاسكندرون، «وتدعو إلى إيقاظ الشعب السوري وتأسيس لجان دفاع عن هذا اللواء».
كان الهدف من نشر هذه المقالات إثبات وجهة نظر تقول للبريطانيين، «ليس كل العرب والسوريين مع الفلسطينيين».

البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس