[ماهر الكردي]

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل
خلوت ولكن قل علي رقيب

إذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم

إن الرسول لنور يستضاء به
مهند من سيوف الله مسلول

إن من يزرع العداوة يحصد
نار حقد والظلم ليس بدائم

بيت يموت الفأر خلف جداره
جوعا وبيت بالموائد متخم

بلاد الله واسعة فضاها
ورزق الله في الدنيا فسيح

بلادي وإن جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام

بأي اعتذار أم بأية حجة
يقول الذي يدري من الأمر لا أدري

أ ضيع من العمر ما في يدي
وأطلب ما ليس لي فيه يد

أ شباب يضيع في غير نفع
وزمان يمر إثر زمان

أظمتني الدنيا فلما جئتها
مستسقيا مطرت علي مصائبا

إنما الميت من يعيش كئيبا
كاسفا باله قليل الرجاء

إذا ضاق صدر المرء لم يصف عيشه
ولا يستطيب العيش إلا المسامح

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا تلين إذا كانت من الخشب

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل

بعض النفوس من الأنام بهائم
لبست جلود الناس للتمويه

بادر الفرصة واحذر فوتها
فبلوغ العز في نيل الفرص

بعض آيات لوعتي واشتياقي
سهر الليل والأنام هجوع

بعض الجراح إذا داويتها اندملت
وبعضها لا تداويه العقاقير

بلدي وقد طال الغياب
أهديك يابلدي هدية

باع دنيا واشترى سلعته
بدعاء وركوع وسجود

بلطف تبعد اليأس
وبالإيمان ترويني

تسامح النفس معنى من مروءتها
بل المروءة في أسمى معانيها

تفنى القوى مهما تكاثر عدها
وتظل قوة ربنا الغلاب

تصبح الأرض رحبة بالتآخي
وبروح العداء كالزنزانة

تموت المبادئ في مهدها
ويبقى لنا المنهج الخالد

تحسب للأمور بلا اندفاع
وحقق ما تروم بلا تواني

ترفعت عن مغريات الحياة
وغير المحامد لم أرمق

تأمل إذا ما نلت بالأمس لذة
فأفنيتها هل أنت إلا كحالم

تسير إلى الوراء بلا توان
ولكن في التقدم كم تحار

تزود من الدنيا فإنك راحل
وكل نعيم لا محالة زائل

تفاءل بما تهوى فلقلما
يقال لشيء كان إلا تحققا

تأملت في الدنيا وما زال حبها
عنيفا وفي أعماقنا يتغلغل

تمر بنا الأيام والغيب دونها
وخالقنا أدرى بما سيكون
‏
{منقول من كتاب ألكتروني}