عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-07-2009, 08:25 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,032
إفتراضي الدولة فى الإسلام

الرسول (ص)صاحب سلطة :
زعموا أن الرسول (ص)لم يعطى سلطة وهو نفس الزعم القائل أن الرسول (ص)ليس حاكما وهو تخريف للتالى :
-أن الرسول (ص)مسلط على الناس مثله فى هذا مثل أى رسول حيث يسلط أى ينفذ حكم الله فى الناس وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر:
"ولكن الله يسلط رسله على من يشاء "..
-أن الله طالب المؤمنين بالخضوع لما أتاهم الرسول (ص)والانتهاء عما نهاهم عنه فقال بسورة الحشر:
"وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
-أن الله أرسل كل رسول ليطاع وما دام قد أرسله ليطاع فقد سلطه على الناس لينفذوا ما يريد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ".
-أن الله لم يجعل لمؤمن أو لمؤمنة خيرة من أمرهم إذا قضى هو ورسوله (ص)حكما وهذا يعنى أن الرسول (ص)صاحب سلطة وهى الحكم المطاع وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب:
"وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".
هل الدولة فى الإسلام ليست دينية ؟
زعموا أن الدولة الإسلامية ليست دينية وإنما مدنية وهو تخريف للتالى :
-أن الإسلام ليس سوى دين وبهذا جاء الوحى فى العديد من الآيات ومنها قوله بسورة آل عمران:
"إن الدين عند الله الإسلام "
وقال:
"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه "
وقال "ورضيت لكم الإسلام دينا "
فإذا كان الإسلام هو الدين فمعنى الدولة الإسلامية هو الدولة الدينية وحتى لا يختلط الأمر على البعض نقول أن معنى الدولة الدينية أى الإسلامية هو الدولة التى يحكمها حكم الله وأما من يمسكون المناصب فى الإسلام فليسوا سوى منفذين لحكم الله إن كانوا عادلين وأما إذا كانوا ظالمين فقد ظلموا أنفسهم وما فعلوه لا يحسب على دولة الإسلام لأنهم كفروا بالإسلام وأما كلمة الدولة المدنية فليست سوى الدولة الدينية نفسها لأن ما يحكم هذه الدولة هو دين سواء سموه دينا أو دستورا أو قانونا أو عرفا أو تقليدا أو حكما أو غير هذا من الأسماء والاختلاف فقط هو فى تسمية الدين وأحكامه التى تخالف غيره من الأديان .
هل الرسول (ص)لم يرسل لبناء دولة ؟
زعموا أن الله أرسل رسوله (ص)لإبلاغ الوحى ولم يرسله لبناء دولة إسلامية وقد قامت الدولة الإسلامية فى عهده نتيجة للضرورات الاجتماعية ليس إلا وهو زعم لا أساس له من الصحة للتالى :
-أن الله أرسل رسوله (ص)لهدف واحد هو إظهار دين الحق على غيره من الأديان كلها وهذا يعنى أن يحكم دين الله الأرض التى فيها كل الأديان أى أن ينتصر دين الله بأهله على أهل الأديان الأخرى فيحكمونهم بشرع الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون"
وقوله بسورة النور:
"ليستخلفنهم فى الأرض "
-أن الله طالب المسلمين أن يقاتلوا الكفار حتى يكون الدين لله أى الحكم هو حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة:
"وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ".
-أن الله ورث المسلمين الأرض فقال بسورة الأنبياء:
"ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "
وما داموا قد ورثوا الأرض فقد مكن الله دينهم فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة النور:
"وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى "
ومعنى تمكين الدين هو تحكيمه فى أهل الأرض .
-أن الله أرسل كل رسول (ص)ليطاع وما دام الناس سيطيعونه فقد أصبح صاحب دولة متسلط على الناس بحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ".
-إن الله أمر رسوله (ص)أن يحكم بين الناس فكيف يحكم بينهم إذا لم تكن الدولة للمسلمين ؟بالطبع لابد أن تكون الدولة الإسلامية حتى يكون الرسول حاكما وإلا أصبح قوله هباء ليس له قيمة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس بما أراك الله " .
-لماذا شرع الوحى المنزل عقوبات للسرقة والزنى والقتل وغيره من الجرائم إذا لم يكن من أجل أن يقوم أهل الدولة بتنفيذها ؟هل شرعها الله لنتركها لأننا ليس لنا دولة مطالبين بها فى الواقع ؟لو كان هذا القول صادقا فنحن مجموعة من المجانين لا نفهم أى شىء
هل للقيصر شىء ؟
من الأخطاء الشائعة فهم مقولة أعطوا ما لله لله وما للقيصر للقيصر فهما خاطئا يتمثل فى أن الدين لله والدنيا لقيصر أى للحاكم وهو فهم يتعارض مع المقولة للتالى :
أن المقولة تعنى أن كل شىء ملك لله مصداق لقوله تعالى بسورة الشورى:
"لله ملك السموات والأرض "
وقوله بسورة الحديد :
"لله ميراث السموات والأرض "
فإذا كان الله يملك كل شىء فماذا يتبقى لقيصر ؟بالقطع لا شىء .
أضف لهذا أن الإنجيل المحرف نفسه قد بين أن الإنسان لا يمكن أن يكون عبدا لسيدين فى وقت واحد لأنه إما يحب الأول فيكره الثانى وإما يكره الأول ويحب الثانى وفى هذا قال إنجيل متى (6-24) :
"لا يمكن لأحد أن يكون عبدا لسيدين لأنه إما أن يبغض أحدهما فيحب الأخر وإما أن يلزم أحدهما فيهجر الأخر "
ومن ثم فإما الله وإما القيصر وبالطبع الاختيار هو الله فلا نقبل بإله يطاع سواه.
هل الخلافة أساس الدولة الإسلامية؟
زعموا أن النظام السياسى للدولة الإسلامية يتبلور فى فكرة الخلافة وهو تخريف للتالى
أن السياسة وهى إدارة الدولة فى الإسلام تقوم على أساس الشورى وهى اشتراك المسلمين كلهم فى إصدار القرارات وفى هذا الأمر قال تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم "
أى وحكمهم شركة بينهم ولم يقل أن الأمر وهو القرار خاص بالخليفة وحده ومن ضمن هذه الشورى تعدد أولياء الأمر عن طريق اختيارهم وفى تعددهم ووجوب طاعتهم قال تعالى بسورة النساء:
"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم " .
هل الرسول (ص)لم يغير أشكال الحكم القديمة ؟
زعموا أن النبى لم يغير أشكال الحكم فى أرض المسلمين بعد إسلامهم وهو كذب للتالى
أن الحكم فى العالم كله يقوم على أساس واحد هو وجود صفوة تحكم باقى الشعب يسمونها بأسماء كثيرة مثل الشيوخ والنواب والحكام ورجال الأعمال وقادة الأحزاب والإسلام أتى بشكل مخالف لهذا هو الحكم الجماعى وهو الشورى وهى مشاركة المسلمين جميعا فى إصدار القرارات وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم "
وقد طالب الله رسوله (ص)نفسه رغم أن الوحى ينزل عليه فيوجهه أن يشاور أى يشرك المسلمين جميعا معه فى الأمر وهو الحكم فقال بسورة آل عمران:
"وشاورهم فى الأمر "
أى وأشركهم فى القرار ،زد على هذا أن الله طالب رسوله (ص)بإنشاء مؤسسات لم يكن لها وجود فى نظم الحكم السابقة الكافرة مثل أمة الخير أى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران:
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " .
وقد تكرر الزعم بأن إدارة المجتمع الإسلامى فى عهد النبى (ص)ومن بعده كانت إدارة مشيخية أو أبوية وهو زعم باطل للتالى :
أن الإدارة فى عهد النبى (ص)كانت إدارة شورية جماعية لكل المسلمين تطبيق لقوله بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم "
ورؤساء الإدارة لم يكونوا شيوخا وإنما علماء أى أولى أمر أى أهل ذكر مصداق لقوله بسورة النساء :
"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم "
وقال :
"ولو ردوه إلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "
وقوله بسورة النحل:
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
زد على هذا أن كلمة شيخ فى الإسلام تفيد معنى بعيد عن الحكم وهو العجز فالشيخ هو من وصل لسن العجز سواء بدنى أو نفسى ومن ثم فالشيوخ لا يصلحون فى الإسلام لإدارة الحكم لأن شروط اختيار أى رئيس هى سلامة الجسم والنفس بمعنى بقاء العقل فيها .
هل النبى (ص)فصل بين الدين والدولة ؟
زعموا أن الرسول (ص)كان حريصا على الفصل بين الدين والدولة وهو باطل للتالى :
أن الله أرسل رسوله (ص)لأمر واحد هو إظهار دينه على كل الأديان سواء سموها أديان أو مذاهب أو غير هذا ومن ثم فالله أرسل نبيه (ص)لعمل دولة للدين وفى هذا قال بسورة التوبة:
"هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "
فالله طالب رسوله (ص)أن يحكم ما أنزله عليه فى الناس واعتبر من لم يفعل هذا كافرا فاسقا ظالما فقال بسورة المائدة:
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
وقال:
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون "
وقال:
"ومن لم يحكم بما أنزل فأولئك هم الظالمون "
ولو فرضنا صحة هذا الزعم لكان النبى (ص)كافرا حيث ترك حكم الله وحكم بغيره وهو ما لم يحدث لأنه لو فعل ذلك لعاقبه الله بأخذ اليمين وقطع الوتين مصداق لقوله بسورة الحاقة:
"ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين "
وهذا العقاب لم يحدث لأن الدولة كانت دولة الدين .
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس