عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-07-2009, 11:44 PM   #1
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي و فى الليلة الظلماء يفتقد البدر..............

عرفته كان صديقا لبقا مثقفا صالحا ملك من القدرة على صياغة الحروف ما مكنه من قيادة الحرف
فكان يرمى به كيف يشاء و العجيب كانت جميع رمياته صائبة
جعلنى احب العربية و الأدب العربى رغم بعد كل روافده عن دراستى العلمية
كنا نجلس على شاطئ متفرع من إحدى روافد نيلنا العزيز و كان يأتينا بابيات الشعر
لنعلق عليها و نقول ما نراه فيها...
كنا نجتمع جميعاو كما دار بيننا من حديث و سهرات كنا نقضيها بالساعات
و لا نشعر الا بذهاب جزء كبير من الليل
و كان دائما عندما يرانا نذهب بالموضوع ناحية الفكاهة يتلو علينا بيت المتنبى الشهير
و ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله.....و أخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
فكنت و اصحابى نعلم انه بلغ به الصبر منتهاه و إن لم نرجع فسوف يلقى بنا الى المياه
افتقدت صديقى هذا و أنا اقلب فى اوراقى القديمة و كان مما اهدانى إياه مقاله الرائع عن الرجولة
و الذى صاغه باسلوب رصين و كان رأيه ان الرجولة هى خلق قبل ان تكون هرمونات ذكرية
و قال ان الله سبحانه و تعالى عندما وصف عباده الصالحين من المؤمنين أخبرنا أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... و عندما يصدق المؤمن مع الله فهو قد بلغ الرجولة حتى و ان كان صبيا لم يبلغ الحلم بعد .... الغريب أنه كتب مقاله هذا و الذى نشره بمجلة الحائط المدرسية و كان لا يزال فى مقتبل الشباب
اليوم و قد مرت سنوات طويلة منذ كنا نعيش ايام الصبا العذبة حيث لم يكن النت و لا الكمبيوتر و لا الدش قد بدأ هجومه بعد فكان الكتاب هو صديق وقتنا عندما نريد ان نتسلى..
اليوم أحاول لقاء صديقى هذا و لكن هيهات فقد أخذته الدنيا و الاعمال فصار بعيدا بعد قربه
و أبحث عنه فى الحياة فلا اجده و ابحث عنه فى اوراقى و ذاكرتى فأجده قد احتل مكانا كبيرا منها
فتعسا لدنيا هذا حالها تفرق الاحباب و تبعد الخلان .....
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس