عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-07-2009, 05:16 PM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي نص من فلسطين المحتلة عام 1948-عروبة الدروز

عروبة الدروز أقوى من كل الأزمات
أمين خيرالدين



استضافنا الكاتب علاء بلال في مقال نشر في موقع نيو إيجيبت تحت عنوان "الدروز في اسرائيل بين ازمة الهوية وحساب النفس" استعرض فيه أوضاع الطائفة الدرزية في إسرائيل، مستشهدا بأحداث بعضها حقيقي، وبعض بعضها مغالَط فيه، مدعما بأراء لأبناء من الطائفة العربية الدرزية، لهم احترامهم ورأيهم الصائب، ومعتمدا على دراسات لأساتذة مشهود لهم، لكن المقال في نهاية الأمر يترك انطباعا يوحي بأن الدروز في إسرائيل طائفة منشقة عن شعبها، وعن أهلها، وعن أمتها.
جميل ما ذكره الأخ علاء من حقائق، لأن في ذكر الحقائق تاريخ ينبغي أن يوثق، لتقرأه الأجيال القادمة، ليحفظ في كتب التاريخ، وذاكرة الأيام، بدلا من الأراء المسبقة المبنية على المغالطات، والغايات غير النظيفة.
وجميل أن وردت بعض المغالطات، والجميل في ذلك أنها تكشف هذه المغالطات، بدلا من إبقائها تحت بساط الظلم، وتفتح باب الحوار من أجل تصحيحها، حتى لا تظل الصورة مشوهة، كي ترفع الظلم عن طائفة من أكثر فروع هذه الأمة عروبة من حيث الدم واللغة والمواقف الوطنية المشرفة.
أوافق الأخ علاء فيما أورده في مقاله من قواسم مشتركة تاريخية وآنية بين الطائفة الدرزية وبين باقي الطوائف العربية في فلسطين...
كما قال الكاتب سلمان ناطور "أن الطائفة الدرزية، مع أنها طائفة إسلامية، إلا أنها عاشت كأقلية وسط محيط إسلامي" قبل قيام الدولة العبرية، مجتمع محدود الثقافة، (خاصة) الوعي القومي، عانى الجميع من هدا الجهل، مما انعكس على مستقبل الجميع، كان الدروز مهددين من المحيط الإسلامي حولهم، وعلى سبيل المثال، ولتكن الصورة واضحة، قرية حرفيش كانت محاطة بأربع قرى إسلامية، ثلاث منها تفوق حرفيش عددا واقتصادا وعلما وعملا...
وكان في القرية إقطاعي مسلم، استغل تعب أبائنا وأجدادنا.. وأذكر وكنت طفلا كيف كان والدي وأعمامي وجيراننا لا يجرؤن على قطف سلة تين دون إذن من الإقطاعي، ولا يجرؤن على إدخال حبة قمح أو شعير أو زيتون أو تبغ أو تبن قبل ان يأتي ليفصل نصف المحصول لصالحه..، حتى أنه طالب عمي في أحد الأيام بخُمْسِ لتر من الزيت (وقية زيت).
وعندما اجتاز هذا الأفندي كل حدود الأدب، واعتدى بكل أنواع الاعتداء.. قام نفر من القرية بقتله، وعندها هاجت جماهير القرى الإسلامية ومعها قرى أخرى، ومدن كصفد، لتلقن المدافع عن نفسه وكرامته وشرفه درسا من القيم العربية..
أنا افهم أن هذا الإقطاعي لا يمثل كل المسلمين، وأنه كان أفنديا على المسلم كما كان على الدرزي، وأفهم أيضا أن اعتداءات كثيرة كان يحيكها الأغراب غير العرب، وأن الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية كانت وراء الكثير منها، لكنك هل تستطيع أن تقنع إنسانا بسيطا مجروحا بماله وكرامته، محدود الثقافة والوعي القومي بذلك .
ومثل هذا االإقطاعي كان في كل قرية وقرية...
ثمّ
قبل قيام الدولة العبرية، بعد تحضيرات منذ ثمانينات القرن التاسع عشر، بدأت الحركة الصهيونية بشراء للأراضي، وشراء الأرض شكل الباب الذي دخلت منه الحركة لقيام الدولة العبرية...
لأنه لو لم يشتروا أرضا لما أقاموا الدولة، حتى لو توفرت لديهم القوة والسلاح والرجال...
عاش الدروز بضع آلاف لا يتجاوزون الخمسة عشر ألفا، بين ما يقارب مليوني فلسطيني، في خمس عشرة قرية، في رؤوس الجبال، لم يبيعوا دونما واحدا للحركة الصهيونية قبل قيام الدولة العبرية. في حين بيعت مئات ألوف الدونمات للحركة الصهيونية، في مرج ابن عامر وسهل يافا وعكا والحولة والنقب والمثلث، وأن أسعد الشقيري والد أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري باع للحركة الصهيونية 700 دونم في نبي شأنان في حيفا (راجع كتاب צבא הצללים "جيش الظلال" للمؤرخ الدكتور هليل كوهين المحاضر في جامعة حيفا) حيث تجد عشرات العائلات الفلسطينية التي باعت أراض للحركة الصهيونية بالإسم والمساحة، وليس بينها عائلة واحدة درزية.
فالدروز لم يبيعوا قبل قيام الدولة العبرية دونما واحدا، هذا إلى جانب أنهم أول من طرد من أرضهم وبيوتهم في قرية المطلة الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية.
لا أنكر أن بعض الأفراد الدروز تعاونوا مع الحركة الصهيونية، إلى جانب مئات من الطوائف الأخرى، وكان تعاون الدروز ناتجا عن الظلم الذي لحق بهم من أبناء شعبهم، في حين أن تعاون غيرهم كان ناتجا عن طمع وخيانة.
ثم قامت الدولة العبرية
أتدري كيف انخرط أوائل الدروز في جيش الهاغانا
جاءت فرقة بقيادة شكيب وهاب اللبناني، أفرادها متطوعون من سوريا ولبنان، تدافع عن فلسطين إلى جانب القوات القادمة من الدول العربية، وظل شكيب وهاب مخلصا يحارب في الهوشي والكساير قرب شفاعمرو، في حين انسحبت القوات العربية وترك مكشوف الظهر، والخيانه تحيط به، وتحت وطأة الأساليب الصهيونية والاستعمارية والإغراءات والدسائس ترك شكيب وهاب المعركة مخلفا وراءه بضع أفراد استطاع اليهود استمالتهم إلى جانبهم فانخرطوا في صفوف جيشها، أما باقي الدروز كباقي سكان فلسطين ظلوا يقاومون وحصلت معركة بين قرية يانوح الدرزية والفرقة اليهودية التي جندت ما تبقى من جيش شكيب وهاب، وظلوا متمسكين بارضهم ووطنهم يساعدون النازحين من أبناء شعبهم ، واستطاعوا أن يقنعوا ألافا من النازحين بعدم النزوح والبقاء في الوطن (إرجع إلى كتاب كلمة وفاء للمؤرخ الدكتور شكري عراف).
في ذلك الحين تقدم 40 شابا مسلما من باقة الغربية في المثلث الإسلامي للتجنيد في صفوف جيش إسرائيل، لم تقبلهم قيادة الجيش لأسباب قد تكون معروفة (كتاب عرب صالحون للمؤرخ هليل كوهين ص 31 )، كما تجند 30 شابا من قرية عيلبون، بمباركة المطران حكيم (نفس المصدر ص 209) في حين لم يصل عدد الجنود الدروز حينداك في صفوف جيش إسرائيل 70 شخصا.
وفرض الحكم العسكري على كل العرب في إسرائيل.. دروزا ومسلمين ومسيحيين.... وحرمنا من أرضنا بحجة انها منطقة عسكرية مغلقة، وحرمنا من التنقل، مثلنا مثل سائر أبناء شعبنا، ولم تشفع لنا الخدمة العسكرية كما قال الأخوة اسعد غانم ومحمود محارب وهشام نفاع...
وخوّل وزير الدفاع بموجب قانون التجنيد الإجباري بالدعوة إلى التجنيد (ليس هناك قانون تجنيد إجباري للدروز، هناك قانون تجنيد إجباري لكل سكان الدولة) ودعا الدروز ولم يدع المسلمين والمسيحيين، وذلك لأسباب عدة منها تعميق اسفين التفرقة بين السكان العرب، وليس كما يقوله البعض، وتردده وسائل الإعلام من أن التجنيد كان بناء على طلب قيادة الطائفة، لأنه لو كان بناء على طلب أحد، كان يجب أن يستجيبوا لعريضة قدمت سنة 1956 عليها اكثر من خمسة آلاف توقيع درزي ترفض التجنيد وتطالب بإلغائه، ولا زلنا حتى هذا اليوم يرفض العشرات التجنيد، ويدخلون السجون، ويتعرضون للمضايقات، وقطع لقمة العيش ومصدر الرزق، وإغلاق أبوابه بسبب رفضهم للتجنيد...
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس