بسم الله الرحمن الرحيم
لتتبعن سنن من كان قبلكم
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزب إذا شئت سهلا فاجعل أمورنا كلها سهلة ميسرة يا رب العالمين.
أما بعد:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65.
إن المسلم أيها لإخوة الأحبة يجب عليه أن يلتزم أحكام الله سبحانه وتعالى في جميع شؤون حياته صغيرة كانت أو كبيرة، وإلا انتفى عنه وصف الإيمان الحق ، ذلك أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق أمرهم بعبادته فقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56، وعبادة الله تعالى لا تكون كما يريد المرء ، وإنما تكون كما أمر الله سبحانه حيث قال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36.
فإن التزم المسلم ذلك الأمر كان على بصيرة من ربه: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108.
وإلا خاب وخسر وكان كالأعمى لا يدري ما هو فاعل، فيستهويه الكلام المعسول، وتؤثر فيه الخطب الرنانة فتغير رأيه 180 درجة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبي الخدري رضي الله عنه:"لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ: فَمَنْ"
فها نحن نرى ونشاهد بأم أعيننا ما آل إليه الحال عندنا في فلسطين حينما فقد بعض الناس بوصلتهم ورضوا بأحكام الكفر والطغيان وما يسمى الشرعة الدولية والقانون الدولي، تراهم ألزموا أنفسهم بما كانوا ينادون بحرمته ويقسمون الناس حسب إتباعه ، فكانوا يقولون عمن سبقهم خونة وعملاء كونهم قبلوا بدولة فلسطينية في حدود ألـ 67 ، ثم ما لبثوا أن تبعوهم في طغيانهم وتنازلهم، إلا أنهم يبررون ذلك تبريرات واهية لا تمت للإسلام بصلة .
وإن ما يدمي القلب ويدمع العين أنهم يقولون بذلك على أساس أنه من الإسلام والإسلام منه براء .
اللهم إنا نبرأ إليك من أفعالهم وأقوالهم وجرائمهم بحق حملة دعوتك
أخي المسلم الكريم تذكر قول حبيبك المصطفى:".... حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه"
فاختر يا أخي مع من تكون ، أتكون من الفسطاط الأول جعلنا الله وإياكم منه، ولا تكن من الثاني فتخسر الدنيا والآخرة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
كتبه أخوكم أبو عبيدة الخليلي
الفكر المستنير
جند الخلافة