باسم الله الرحمان الرحيم..وبه أستعين
ما لفت انتباهي في ما أورده الأخ نور وهو يعرف التشبيه قوله ما معناه: هو تماثل بين شيئين لعلاقة المشابهة بينهما....وهذا خطأ...إذ إن التماثل هو التطابق (التام) بين شيئين دون وجود أي اختلاف بينهما، ولو وجد أدنى اختلاف ولو بسيط ينتفي التماثل ليصبح تشابها فقط. ولكي تتضح الصورة أكثر، نسوق بعض الأمثلة: خذ شكلا هندسيا –مستطيلا أو مربعا- وضع وسطه قطرا، ستحصل في النهاية على مثلثين لهما نفس الأضلاع عددا وقياسا ونفس الزوايا عددا وقياسا أيضا، وفي هذه الحالة نقول إنهما متماثلان ولا نقول متشابهان ......والمرآة يا أخي مثال صارخ عن التماثل؛ فإذا وقفت أمامها ورأيت صورتي، فمن الجنون أن أقول إن هذا الشخص يشبهني أو بيني وبينه تشابه؛ لأن الصورة الموجودة على سطح المرآة صورتي وتماثلني في (كل) شيء ومن باب (لا فرق). واسمحوا لي أن أضيف مثالا أخيرا: سأعطيك مفتاحين متشابهين تفتح بهما بابا؛ فإن أفلحت بهما معا فهما متماثلان حتما.أما إذا فتح الباب بمفتاح ولم يفتح بآخر فنقول عنهما بأنهما متشابهين فقط....لأنهما بكل بساطة يتقاربان في بعض الأوصاف – قلت أو كثرت – ويختلفان ولو في صفة واحدة...وقس على ذلك.
القسم الثاني من المداخلة سأخصصه بحول الله لأركان التشبيه.
ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
|