ذكرت الأخت ياسمين التجربة الكوبية في مكافحة الأمية وهي تجربة مهمة.
وما توحي به هذه التجربة هو الفكرة المهمة التالية: إن من واجب كل فرد أن يعمل على تغيير "الصورة الثقافية للمجتمع" إن جاز التعبير.
القضية لم تعد قضية برامج بيروقراطية مترهلة لمكافحة الأمية، بل قضية عمل اجتماعي شامل لكل شارع وعمارة. ليقوم كل متعلم بواجبه في نقل المعرفة بالقراءة والكتابة إلى القطاعات التي لم تدخلها هذه المعرفة. ولكن هذه هي قضية يمكن عدها جزءاً من القضية الأعم التي هي تحويل مجتمعنا من حالة الركود والتراخي والفوضى الشامل وانعدام كل منظور إلى حالة فاعلية وهدف إلفى تغيير الحالة القائمة تسعى إليه كتلة فاعلة مؤمنة واثقة بنفسها. إنه ليس هدفاَ "سياسياً" بحصر المعنى وبالمعنى القريب الضيق، ولكنه هدف سينتهي بحالة نهضة في نختلف المستويات الاجتماعية. إن مشكلتنا الأساسية هي أننا نفتقد هذه الكتلة الفاعلة المؤمنة بنفسها. من المحزن أن "الصحوة الإسلامية" التي شهدها مجتمعنا اقتصرت على الشكليات ولم تنتقل للتأثير في العمق المنحدر لعلاقاتنا الاجتماعية. لا زال مجتمعنا بعد "الصحوة" مثله قبل "الصحوة": علاقاتنا الاجتماعية متفككة، يسودنا الكسل لا حب العمل، نكره بعضنا ولا نحب بعضنا، ولا تعكس علاقاتنا النظرة الإسلامية التي ترى المجتمع كبنيان مرصوص. ولنا أن نسأل مثلاً : "هل أصبحت الأحياء "الصاحية" أنظف منها قبل "الصحوة"؟"
وقول الأخت ياسمين (وأعتقد أن ما قام به كاسترو ليس بعيدا عن حياتنا العقدية كمسلمين
إذ أن التضحية بالنفس وقيم الإيثار مستقاة من نبض ديننا الحنيف..
ومبعث المسلم على العمل في هذا الاتجاه أقوى وأنجع إن نحن
ربطنا هذا العمل بمقاصد الشريعة السمحة إذ يدخل في مراتب الجهاد
درجة في زمن أصبحت فيه الأمم تقاس بما اكتسبت من علوم وما سيترتب
عن هذا العمل بإذن الله من جني ثماره وتلمس لذته في الدنيا قبل الآخرة..) يشير إلى هذالبعد الذي كنا نأمله من هذه الطاقة الدينية الكبيرة التي تبددت بسبب فقدان الوعي الصائب للمقاصد الذي أشارت إلي الأخت ياسمين.
|