08-06-2009, 08:06 PM
|
#16
|
|
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد
ما ذكرته الأخت ياسمين هو الواقع بعينه.
ويسود الجيل الجديد تسطح فكري وفقر دم لغوي مريع إن صح التعبير.
ولكن السؤال بعد هذا التشخيص: ما العمل لتغيير هذه الصورة؟
|
سؤال مهم ويحتاج إلى براد شاي معتبر بنعناع بيو عبدي لكي
يعرف الواحد يفكر زين :
مما لا شك فيه أن المدرسة هي البنية التحتية التي يبدأ فيها الطفل
في التعامل مع الكتاب وقد قفزت على مرحلة ما قبل التحاق الطفل
بالمدرسة ليكون تحليلي منطقيا بعيدا عن السفسطائية لأنني أعلم
أن معظم الأسر العربية يغيب دورها في تفعيل الجانب التحفيزي
لدى الطفل للإقبال على القراءة الحرة وحب المعرفة والاستطلاع
طالما أن نسبة الأمية ما زالت مرتفعة داخل الأوساط العربية مما
يفسر غياب دعم الأسرة للمدرسة في معظم الأحيان باستثناء بعض
الأطفال الذين حالفهم الحظ لكونهم صادفوا منبتا حسنا وترعرعوا
بين أحضان آباء غرسوا في نفوسهم حب العلم وإجلال أهله وما
أقلهم في زماننا هذا في ظل تداعيات العولمة وما خلفته من نسف
للنظم والقيم الدينية والأخلاقية..
هنا يطرح السؤال حول كيفية إعادة بناء مجتمع فقد الكثير من قيمه
بل أصبح ينظر إلى ذاته نظرة شزراء ملؤها الاحتقار بل أكثر من
ذلك يرغب في التنصل من عروبته ويسعى إلى بتر أعضائه ليسعه
الزي الجديد ولا ننسى أبدا أن مظاهر التفسخ والتنكر للذات كرستهما
تداعيات الحربين على العراق والانكسارات الملحمية المتوالية التي
شهدتها أمتنا العربية...فخلقت جيلا مثقفا لا يسمن ولا يغني من جوع
وسآتي على بيان ما يتم ترويجه من مفاهيم جديدة لضرب الإسلام
باسم ثقافة الحوار والانفتاح المشروع ...
كيف نخلق تواصلا جديدا بين الطفل والكتاب؟
لابد من تبني استراتيجية محكمة ومتواصلة .وبما أن نسبة الأمية
كبيرة فلماذا لا نستفيد من التجارب الرائدة في العالم ولدينا تجربة
كاسترو في كوبا حيث جند الشعب بأسره للانخراط في عمليتي
التعليم والتعلم، فثم إحداث ورشات عمل إجبارية تلزم الجميع على
الانخراط في العمل وثم فتح المؤسسات التعليمية في وجه الجميع
بعد نهاية حصص العمل المعتادة لتستأنف عملية التلقين ليلا وبالمجان
وعبر جميع مناطق كوبا ليستفيد سكان الأرياف والحضر على حد
سواء وثم إلغاء الإجازات لمواصلة العمل دون توقف..
وأعتقد أن ما قام به كاسترو ليس بعيدا عن حياتنا العقدية كمسلمين
إذ أن التضحية بالنفس وقيم الإيثار مستقاة من نبض ديننا الحنيف..
ومبعث المسلم على العمل في هذا الاتجاه أقوى وأنجع إن نحن
ربطنا هذا العمل بمقاصد الشريعة السمحة إذ يدخل في مراتب الجهاد
درجة في زمن أصبحت فيه الأمم تقاس بما اكتسبت من علوم وما سيترتب
عن هذا العمل بإذن الله من جني ثماره وتلمس لذته في الدنيا قبل الآخرة..
إن نحن أخلصنا النية في العمل وبادرنا إلى الإصلاح دون كلل والله في
عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم.
٢ ـ إن تعميم التعليم وتنوير العقول ستعيد الأمور إلى نصابها لتكون
انطلاقة الطفل بين أحضان والدين متعلمين صائبة لا يشوبها اعوجاج
وإذ ذاك نكون قد أسسنا أولى حلقات المودة المتينة التي ستربط
الطفل بعشق القراءة والكتاب عبر مسار حياته التعلمية بل ربما أيضا
ما بعد الدراسة والتحصيل..
٢ ـ وفي انتظار حدوث هذا التحول في المنظومة الاجتماعية ككل
ولا نلزم أنفسنا على نعتها بالحدث المعجزة في حالة وقوعها حتى
لا نكون متشائمين ..فإن مدرس اليوم يعاني الويلات لسببين :
١ ـ عدم رغبة الطفل في التعلم وعزوفه عن متابعة الدرس بمعنى
أن وجوده داخل الفصل كعدم وجوده للأسباب الآنفة الذكر.
٢ ـ بطء كبير في استيعاب الدرس يترتب عنها عدم قدرته على
مجاراة دروس المقرر ليدخل في إطار ما نسميهم بالمتخلفين عن
الدروس في غلاف زمني يقدر بالسنوات وهنا تكمن المشكلة ..وأذكر
أن طفلا استقبلته في الأسلاك الإعدادية كان يكتفي بكتابة جملة واحدة
أثناء إجابته على كل أسئلة الفرض مدونا وبصعوبة بالغة لأن خطه يوحي
بذلك: محمد أكل التفاح!!!
٣ ـ عدم السماح للتلميذ بالمرور إلى قسم جديد قبل اكتسابه المهارات
الكافية ليستطيع مسايرة الآتي.
٤ ـ ضرورة التحاق المتعلمين بدور حفظ القرآن الكريم قبل الالتحاق
بالدراسة لإكساب التلميذ تفتحا ذهنيا شاملا على مستوى
العمق الروحي والبدني وفصاحة اللسان ..وأظن أن الكتاب كان
له دور تربوي كبير بالأمس القريب وثم تغييبه والاستعاضة عنه
بالمدارس الحرة التي تقض مضجع العديد من الأسر لارتفاع
تكاليف التدريس فيها..
يتبع
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
|
|
|