عند البحث عن علاقة المثقف بالسلطة و بالمجتمع .. أعتقد أنه .. و دون إطناب .. يتعين أولا تعريف
المثقف و تحديد قسَمَاتِه الشخصية و المعرفية .. ثم إسقاط ذلك على حالة المجتمع المعني ..
شخصيا .. أعتقد أنه لا يوجد أي عربي يمكن أن يكون مثقفا نزيها إلا إذا هاجر نهائيا و دون رجعة .
الثقافة نتج الفكر .. و الفكر نتاج العلم .. و المستوى العلمي مرتبط بمستوى المجتمع الأخلاقي و
الإقتصادي ..
و في ظل أوضاعنا المعيشة المزرية يقف المتعلم العربي محايدا .. ليأمن بوائق الظلم .
و المجتمع العربي صار همه الأكبر التندر و الزراية بالمتعلمين و معاملتهم كالكلاب الموبوءة التي
يجب محاربتها و عدم الإقتراب منها ..
الجانب الآخر من المتعلمين .. يستعمل مستواه دابة يمتطيها كل من هب و دب ..
و منه .. الكلام عن تسلط المثقف العربي على المجتمع .. كلام سابق لأوانه بقرون .. و العكس تماما
هو الصحيح .. فالمثقف هو أول و أكبر ضحية للمجتمع و للنخب المتنفذة التي تعتبره تهديدا خطرا ..
و حضوره شبيه بحضور ملك الموت .