العمل -أخي العزيز - ينتمي وبوضوح وإصرار إلى فن الخاطرة ، وقد برهنت على ذلك من خلال الحجم الصغير لعملك والمركــَّز للغاية .
إن كان الحدث عاديًا للغاية فأنت ألبسته تاج التفرّد والتميز من خلال مفاتيح صغيرة تدلل بها على شاعريتك الوهاجة ، وروحك الأخّاذة وقريحتك المتوقدة وذلك أمر لا يكثر في عالم الفن .
وإني لا أجامل لذات الكاتب ولا الموضوع لكن في ذلك العمل ما أقوله لك حتى تعرف مصدر قوة العمل فتستفيد به في سائر أعمالك القادمة بإذن الله .
اعتراضي على الكلام أو القول المقدس وكذلك قول أخي ودق نورانيات .. مهما بلغ سمو الحب والعاطفة فلايعني أبدًا ذلك أن نصبغ هذه الأشياء بغير صبغتها الحقيقية . المقدس هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلنا مؤاخذ بما نقول .. لكن على صعيد العمل فنيًا لا يعد إدخال اللفظة تلك عيبًا فيها وإنما المؤمن يترك الشيء الجميل ما دام فيه معصية لله .
قلبي هو كُلِّي وأنني أريد حقاً أن أهبها الكون لأنها أصبحت كَوني
أعجبني في هذا المقطع بشدة تمازج المعشوق ومعشوفته وكلمة كلي دلت دلالة خفية على أن جنسًا لطيفًا دخل في اللعبة!
وهنا يحسب للأيب بشدة قدرته على البوح بالإشارة دون التصريح المباشر .
اليوم يا وسادتي ـ أرجوك أن لا تحزني ـ عرفت العناق الحقيقي… ذاك الذي حين يقوم به الإنسان إنما يعانق ليذوب لا ليحلمأفهم من ذلك أنه يقول عن أحاسيس ما بعد الزواج وقد برهنت على ذلك بقولك في نهاية العمل :
هناك بدأت حكاية حب أخرى.
فكأنك تبدأ العمل من نهايته أو منتصفه أو ما يسمى بالflashback وهي تقنية ناجحة للغاية في هذا النوع من الفنون بالتحديد .
صدِّقني لن أسـتطيع أن أسـكب البحر في كأسك… لكن قطرة واحـدة أحياناً تكون أعمق لجَّةً من البحـر… لذا لا بأس من بِضْعِ قطراتٍ هي لحظاتٌ لن أضيِّعها أبداً ما دمتُ ودمتَ يا دفتري.
الألفاظ كانت متمكنة من ذات القارئ ولغة البحر واللجة والقطرات كانت مــُقاسة بالمسطرة وجاءت لتؤكد حالة معينة وهي مبرر هذه اللحظات القليلة والتي يبقى صداها في النفس قطرة واحدة أعمق تكون أحيانًا لجة من البحر هذا ما نسميه حسن التعليل أو باللغة الحداثية الرؤية وهيفي غاية الإقناع .
نصف دهر .. استغرقت الإجابة نصف دهر وهنا يحسب لك بشدة العنصر الزمني وإحساسك به . نصف الدهر هذا كان ربما ثانية بأكملها !! ما أجمل الساعات حينما يكون لوقع كل ثانية إيقاعها في القلب . هذا جُل ما في العمل الرؤية وهي أن الانتظار لمدة ثانية في العشق يكون أشد تعذيبًا للمنتظر مما سواه من الأشياء .
وجلسَتْ على الحافة بعيدة عني أو هكذا أحسست لأنها لم تكن ملاصقة لي، إحساسك بالمكان كان عبقريًا كذلك ما أبعد المسافة بين عاشقين حينما لا تكون الالتصاق إنها فلسفة الحب أنْ لا مفر من التمازج التام إنه عصر لا يستطيع التحمل إنه كعصر السرعة سرعة الرد سرعة التمازج .
ربما يؤخذ على العمل مأخذان بسيطان الأول كلمة وقح جاءت فجة للغاية ومــخــرِجة للقارئ من جوه الرومانسي إلى جو آخر مادي واقعي نوعًا ما وهذه الحدة -في تصوري- لا مبرر لها ، فلو قلت مثلاً كانت كمن تقول عيناها دعني أيها المتجنّي لكان أنسب .الثاني العنوان ؛ فقد كان عنوانًا تقريريًا مباشرًا وهذا الفن لا يحتاج مثل هذه الكلمات التقريرية لو قلت مثلاً " بوح من خجل الورود ، بحرة وقطرات الذهب لكان أفضل . عمومًا عملك يستحق كل التفدير ولا أملك إلا أن أقول أرجو أن يكون هذا العمل هو القطرة في بحار هذا المنتدى
لم أكن أستمع لشفاهها بل كنت أحس دقات قلبها
إحساسك بالحالة كان إحساسًا متميزًا هكذا الحب لا يعرف لغة مرئية وإنما لغة ما ورائية ما وراء اللسان ... القلب .
فقد حان الوقت لنبدأ المشوار.
هذا هو مربط الفرس والسبب الذي من أجله حدث الاتي :
اليوم يا وسادتي ـ أرجوك أن لا تحزني ـ عرفت العناق الحقيقي… ذاك الذي حين يقوم به الإنسان إنما يعانق ليذوب لا ليحلم .
حديثك على لسان المرأة في أنانية الرجل كان موفقًا والعمل لم يكن فيه ترهل ولا تبذل ولا استخدام لكلمة خارج الحقل الدلالي إنه عمل يستحق أن يـــــدَرّس في الجامعات بدلاً من النصوص العقيمة التي صموا بها آذاننا .
تحياتي لك .. ودامت وسادتك ملئى بالأحلام السعيدة ..
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
*** تهانينا للأحرار أحفاد المختار
|