14-05-2009, 08:29 AM
|
#7
|
عضو مشارك
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
|
الأخ(وان) حرازم وترانسندنت
تحياتي لك(ما)
أعتذر عن التأخر في الرد على الأشياء المهمة التي وردت في الردود وهذا للانشغال الدائم عند أخيكم البدوي الشارد.
المقرئ حفظه الله كغيره من كتابنا النابهين أراد أن يوضح فرط التبسيط في كتابات المثقف العربي العلماني عن الغرب، ففي الأغلب تختصر هذه الكتابات الغرب كله بفرنسا، وهذا لعلمكم ليس علة للفرنكوفونيين في المغرب فقط بل هو علة للثقافة العلمانية المشرقية أيضاً التي تتعدد مصادرها ومشاربها وتتنوع أكثر من المغرب، حيث أضيف التأثير السوفييتي الستالينى، وتأثير مدارس غربية غير فرنسية إلى التأثير الفرنسي في تشكيل نزعة معادية للدين قد تصل إلى حد الاستئصالية (انظر نموذج الدكتور رفعت السعيد في مصر ونماذج اللبرالية المتطرفة في الخليج واليسار المنقلب "محافظاً جديداً" في سوريا ومسخه الغبي في العراق المحتل).
وفي ظني أن المقرئ على ذكائه الفائق انزلق إلى ما ينزلق إليه غيره من متدينين ولا دينيين في بلادنا من إجراء مقارنة ولو على سبيل التضاد بين النموذج الغربي والنموذج الإسلامي-العربي خصوصاً. إن التاريخين كليا الاختلاف فالمقارنة تقود بصورة حتمية إلى الالتباس أي إلى الفهم الخاطئ للتجربتين معاً.
وما نعانيه في بلادنا إن أردتم رأيي باختصار هو ليس تصادماً بين الدين والحرية وأهلها، بل هو تصادم بين ثقافة أصلية تشوهت ولكنها تريد الدفاع عن نفسها وتتلمس طرق حفاظها على دور لها في العالم الجديد وثقافة سطحية منسلخة تناصب مجتمعها العداء وتريد صبه بأي ثمن في قالب غربي المقاييس.
وما تقوم به "الحركة الإسلامية" غالباً من حوار مع هذا التيار ليس موفقاً لأنها هي نفسها لم تقم بنقد معرفي ذاتي عميق لتتخلص من المضمرات المشتركة اللاشعورية عندها مع أعدائها.
مع فائق التقدير.
|
|
|