أهلُها كبّدوا فرنسا خسائر فادحة
عين الكبيرة لم تكتف بالبكاء فقرّرت المقاومة
يجمع من عاشوا يوم 8 ماي 1945 بـعين الكبيرة أن الذي نقل خبر بداية الأحداث من سطيف هو المرحوم ضيافات عمار، المدعو عمار العدواني، الذي جاء بسيارته التي وقع لها عطب في العجلات تجاهلها السائق ليتمكن من الوصول إلى مدينة عين الكبيرة حيث نادى بصوت مرتفع ”الله أكبر··” ويروي لهم ما حدث بمدينة سطيف ويخبرهم بمقتل الحاكم والخليفة بدوار الضيافات· وهو الطريق المؤدي إلى المدينة·
وكان ذلك على الساعة الثانية زوالا، فبادر السكان إلى مهاجمة مركز البريد والمواصلات فقتلوا قابضه بيار صوبان وابنه وقطعوا الاتصال الخارجي، لينتقلوا بعدها إلى مخزن الأسلحة الذي فتحه الحارس عمار بوفندورة وتمكنوا من الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة الحربية منها 75 بندقية وحوالي خمسة صناديق للذخيرة·
بدأت مشادات عنيفة بين السكان والمستوطنين، تبادلوا فيها طلقات النار مما أدى إلى سقوط 15 معمرا، وفي بعض الروايات 17 قتيلا من بينهم المعمر الكبير فابر هنري الذي قتل مع حارسين عسكريين وموريل أودلف أليكسي وكارمي شارل·· أما بقية المعمّرين فقد اختبأوا في خندق بدار أحدهم وفكر الثائرون بعد معرفة المكان في الحصول على البنزين من مكتب الحاكم لحرقهم إلا أن وصول الشاحنات العسكرية حال دون ذلك؛ حيث تأهب المتظاهرون لمواجهتها فكانت النتيجة إصابة أحدهم وفي نفس الوقت وصل سرب من الدبابات إلى مشارف المدينة إذ حاول ثلاثة مواطنين التصدي لها ليتمكن من كانوا داخل المدينة من الفرار قبل أن تبدأ الدبابات في عملية القصف·
وفي الوقت نفسه فر السكان إلى المناطق المجاورة قبل وصول النجدات العسكرية· غير أن زوجة الحاكم وقوة عسكرية انتقلت إلى أولاد عدوان ”الشرشور” لتثأر لزوجها، فأمرت بحرق دشرة بأكملها حيث قتل 17 شخصا، وبعد إدراك مقتل زوجها بجهة أخرى بـ ”قرية الضيافات” انتقلت إليها مباشرة لترتكب نفس الجرائم·
وفي اليوم الموالي، انتهجت فرنسا سياسة الترغيب والترهيب في حق السكان، ففي بادئ الأمر اعتمدت على دور ”القياد” الذين رفعوا رايات بيضاء مطالبين السكان بالاستسلام وتسليم المشاركين في الأحداث لتتوالى الاعتقالات الواسعة للسكان الذين بقي معظمهم في حالة فرار حتى الاستقلال· وقامت قواتها العسكرية البرية والجوية بما فيها اللفيف الأجنبي بتدمير القرى والمداشر التي فر إليها سكان البلدة، وارتكبت مجازر رهيبة في حقهم ليستمر الوضع على هذه الحال لأكثر من أسبوعين·
منقول
__________________
فعلم ما استطعت لعل جيلا . . . سيأتي يحدث العجب العجاب
إنهم أطفالنا إن شاء الله
|