عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-05-2009, 09:52 AM   #1
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي حول السياسة الإيرانية والموقف العربي

أولاً: لا شك أن الحرب العراقية على إيران هدفت للحفاظ على النظام البعثي وأنظمة المنطقة الأخرى من خطر مد الثورة الإسلامية بنسختها الإيرانية، وقد كانت حرباً مدمرة في غير مكانها ودمرت مقدرات البلدين البشرية والاقتصادية وجلبت التدخلات العسكرية إلى المنطقة ومن آثارها التي قلما تذكر إعادة إدماج نظام كامب ديفيد في الجامعة العربية، والذي أعاد إدماجه للمفارقة كان النظام "الثوري" العراقي وليس أي "نظام رجعي" تقليدي! وقد دعمت أمريكا وبريطانيا وأنظمة الخليج النظام العراقي آنذاك ماديا وإعلامياً.
ثانياً: يسير النظام الإيراني (مثل النظام العراقي السابق) وفقا لدافعين متوازيين: 1- لدافع الأيديولوجي وهو دافع حقيقي رغم أن أعداء النظام كالعادة في مثل هذه الحالات ينكرونه فلا يذكرون إلا الدافع الثاني التالي. 2- يتحرك النظام أيضاً وفقا لدافع تمليه مصالح الدولة الفارسية التقليدية الجيو سياسية وهذان الدافعان لا يتفقان مع بعضهما بالضرورة وقد ينعكسان على شكل صراعات داخلية ضمن أجنحة النظام نفسه بين أجنحة "ثورية" وأجنحة "إصلاحية" أو "براغماتية".
ثالثاً: سياسة النظام في العراق وأفغانستان (وكذلك سياسته الخليجية وسياسة الحفاظ على الجزر الإماراتية المحتلة) تسيرها إلى حد بعيد متطلبات البعد الأول من أبعاد سياسته وهو البعد المصلحي، وهو بعد يتناقض بقدر كبير مع مصالح الأمة العربية.
رابعاً: سياسة النظام اللبنانية والفلسطينية هي سياسة تسيرها الدوافع الأيديولوجية أساساً وبتحكم فيها إلى حد كبير جناح النظام المؤدلج، وهذه السياسة هي سياسة تنسجم في جزئها الجوهري مع مصالح الأمة العربية الاستراتيجية.
خامساً: إن على أمة عربية تحترم نفسها (ولا تمثلها الأنظمة المتهالكة الموجودة المفتقدة لكل بعد استراتيجي في سياستها) أن تتعامل مع إيران بما يقتضيه وضعها السياسي المعقد، فتواجه سياستها العراقية والخليجية وتقدر وتدعم سياستها الفلسطينية واللبنانية (بل تنافسها إيجابياً بمعنى أن تشاركها في دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية بدلاً من مواجة هاتين المقاومتين وتجريمهما بدعوى باطلة وهي أنهما جزء من السياسة الإيرانية).
ولأذكر هنا أن المقاومة اللبنانية لم تقتصر سابقاً على حزب الله لكن القوى المقاومة الأخرى افتقدت لكل دعم عربي على حين دعمت إيران حزب الله دعماً غير محدود.
سادساً: لا شك أن أمة عربية ناهضة (وليس هذه الأنظمة التي لا سياسة لها سوى تنفيذ إملاءات العم سام) من واجبها أن تتوصل إلى سياسة رشيدة لا تتخذ أسلوب الحرب مع الجار الإيراني بل أسلوب سلام الأقوياء (ويتضمن ذلك عدم التنازل عن العراق والجزر) وهذا غير وارد في ظل التفرق العربي الحالي.

آخر تعديل بواسطة البدوي الشارد ، 03-05-2009 الساعة 09:59 AM.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس