عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-04-2009, 03:05 PM   #2
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي

الداخل اللبناني وتداعيات الأزمة

وحول التداعيات المحتملة لتلك القضية بين مصر وحزب الله، تشير الكاتبة اللبنانية روزانا بومنصف، في مقال لها بصحيفة النهار اللبنانية نشر يوم 14 إبريل 2009، تحت عنوان "خلط أوراق إقليمية وداخلية بعد إقرار حزب الله بنشاطه عبر مصر"، إلى أن إقرار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمسئولية عضو في الحزب عما أسماه "دعما لوجستيا لغزة" عبر الحدود مع مصر، سيؤدي إلى خلط الأوراق على مستويات عدة.

وتشرح بومنصف ذلك في أربع نقاط هي:ـ

أولا: الناخبون المسيحيون

تشير بومنصف إلى أن البعض يرى أن السيد نصر الله قد وضع الناخبين المسيحيين أمام تحد حقيقي في حال أيدوا حليفه النائب ميشال عون الذي يستمر في الدفاع عن تفاهمه مع حزب الله على قاعدة أنه يساعد الحزب على أن "يتلبنن"، في حين تظهر الوقائع نقيض ما يقوله في هذا الإطار من حيث إدخال لبنان في محاور عانى بسببها اللبنانيون، والمسيحيون تحديدا، بقوة خلال الحرب وما بعدها، ودفعوا أثمانها غاليا جدا.

وهذا التحدي يتمثل في ما إذا كان الناخبون المسيحيون سيوافقون على نقل لبنان مجددا إلى الصراع الإقليمي الذي خفت ظواهره بعض الشيء بعد بدء ما سمي المصالحات العربية، ثم عاد فأطل برأسه في الأيام الماضية، أم هم سيصوتون لمصلحة النأي بلبنان عن هذه المحاور؟.

ثانيا: إحراج الدولة اللبنانية

وتشير الكاتبة إلى أن موقف نصر الله وما فعله حزب الله يتناقض مع ما يقوله الحزب في برنمجه الانتخابي، والذي أعلن فيه رفضه تحويل لبنان إلى ساحة للصراع، علاوة على تناقضه أيضا مع تصريحات المسئولين في حزب الله عن أن حدود مقاومته هي حدود لبنان.

ومن شأن استخدام حزب الله لساحات أخرى غير لبنان، كما تقول بومنصف، أن يحرج الدولة اللبنانية في رئاستها الأولى وفي علاقاتها الخارجية، ويورطها في ما لا قبل لها على تحمله على كل المستويات، باعتبار أن ما كشف عنه يؤشر إلى وضع محوري يمكن أن ينزلق إليه لبنان في حال فوز قوى 8 آذار بالغالبية في الانتخابات المقبلة وهو أكثر خطورة من الوضع اليوم؛ فالمحاذير تصبح أخطر مع سيطرة هذه القوى على الحكومة ومجلس النواب.

ثالثا: الحوار البريطاني مع حزب الله

ومن جانب آخر قد تدفع هذه الأزمة بريطانيا إلى "فرملة" خطوة الانفتاح التي اتخذتها تجاه حزب الله، وتقنينها أكثر أو عدم ترجمتها في المدى المنظور، علما أن هذا الانفتاح مقنن أصلا ومحصور بما سمي الشق السياسي ممثلا بالنواب المنتخبين. علاوة على "العتب الشديد" الذي أبدته دول عربية، كما الولايات المتحدة الأمريكية، على بريطانيا لإعادة فتح أبواب الحوار مع حزب الله في لبنان من حيث توقيت هذه الخطوة وتأثيرها المعنوي وخصوصا قبل الانتخابات النيابية.

ويمكن للتطورات الأخيرة، طبقا للكاتبة اللبنانية، أن تؤثر على الرأي العام في داخل بريطانيا في حال استمرت الخارجية البريطانية في الحوار مع حزب الله. علما بأن ذلك قد ينعكس سلبا على الدول الغربية الأخرى التي باتت تدرك على نحو أكثر وضوحا أن فوز الحزب وحلفائه بالغالبية النيابية في لبنان ربما يأخذ لبنان إلى محورية لا قبل له ولا للعرب أو حتى الغرب بتحملها، وربما يأخذه إلى توتر مع الدول العربية مماثل لذلك التوتر أو البرودة في العلاقات التي نشأت بين فرنسا وبعض هذه الدول بعد فتح باريس الباب أمام سوريا من أجل فك عزلتها الدولية.

رابعا: تحول لبنان لساحة صراع

ومن جهة أخرى ستجعل الدول العربية، التي تتوجس أصلا من الدور الإيراني في المنطقة ومن الملف النووي الإيراني ومن محاولة إيران النفاذ إلى عمق المنطقة العربية عبر القضية الفلسطينية، من الأزمة الحالية مبررا كافيا لمخاوفها تجاه سياسات إيران في المنطقة وأيضا مخاوفها في انعكاس ذلك داخل لبنان، وربما تعود هذه الدول للتصارع والتجاذب على أرضه، لئلا يقع في يد المحور الذي يقوده السيد نصر الله في لبنان.


المصدر : اسلام اون لاين
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس