الأخ الفاضل صلاح الدين القاسمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تكون بخير
كنت أود الإجابة بعجلة، وأقول نعم هناك من سبيل، لكن هذا السبيل سيحتاج الى كذا، وأردت أن أبدأ ب (كذا) قبل إقرار الإجابة.
التوحد والوحدة، برأيي هو أو هي التقاء عدة أجزاء ترغب في التوحد وتلتزم بقوانينه. هذا ينطبق على الجمادات كما ينطبق على الأحياء.
في المكائن، قد تتشارك عدة دول في صناعة أجهزة طائرة أو سيارة أو مصنع، ويقوم المهندسون بصناعة أجهزة ضابطة لحركة وأداء كل جهاز حتى تُجير كل حركات الأجهزة للمصنع أو الطائرة أو السيارة. وإن توقف أو ارتباك أي جهاز سيعطل أداء المصنع أو الطيارة أو السيارة.
هذا فيما يخص المكائن والآلات، وهي من صنع الإنسان. لنذهب الى أداء تشكيل إنساني، وهو القوات المسلحة (أي قوات مسلحة) سيكون فيها جيش أو مجموعة من الجيوش (فيالق) وأنواع من الأسلحة تتصف بها التشكيلات، فهذا سلاح جو، وهذا سلاح البحرية، وهذا للتموين وهذا للاتصالات وهذا سلاح للتمريض، الخ، ويكون في كل جيش أو جزء منه عدة أصناف فقد يكون فيه مشاة وطيران وبحرية الخ. لكن كيفية اتخاذ القرارات وكيفية إعطاء الأوامر: فهذا يخضع لعلوم ومهارات، والجيش الذي يتقنها هو الجيش الذي يؤدي دوره بشكل كامل.
في الحالتين الافتراضيتين السابقتين، تتصرف مجاميع المكونات كوحدة نهائية واحدة، فنقول مصنع وسيارة وطيارة وجيش.
في حالة الأمة الإسلامية، هناك وحدات تتفرع منها وحدات أصغر وتتفرع منها وحدات أقل صغرا، وكل وحدة قد تختلف عن الثانية بالتاريخ واللغة والمؤثرات الاقتصادية والسياسية المحيطة بها. ففي دول المغرب المكونات للشعب هناك تختلف عنها في المشرق وتختلف عنها في إيران وتختلف عنها في الهند (حيث يوجد مسلمون يعادلوا نصف عدد المسلمين العرب).
إن التنسيق بين كل تلك المكونات وتهيئتها للتدرب على الفكر الوحدوي يحتاج تصورا أوليا عند من يبشر بمثل تلك الوحدة. ويجعل المتلقين للخطاب الحامل لهذا التصور يفتتنون بتفاصيله ويتبنونها بكل قوة ليسعوا إليها. هذا التصور يمكن إيجاده في بيئة قرية معينة أو مدينة ويطبق بكل تفاصيله على مستوى تلك القرية أو المدينة من خلال تفجير مكونات المجتمع الذي يعيش فيها ليتعاون على الصعود بهذا الخطاب لنهاياته، فإن تمكنوا من ذلك عليهم نقل التجربة بمخاطبة المدينة المجاورة وهكذا.
إن الخطاب التجريبي، عليه أن يطلع على كل التجارب السابقة، حتى لا يضطر لتكرارها، وأن يبدأ بصبر كبير ودون توسيع دائرة العداء له.
ويقولون بالمثل الشعبي (من كَبَر حجره ما ضرب) أي لتطرح الشعارات حسب إمكانية تحقيقها وبمساحة مقدور على التنفيذ فيها.
عفوا على الإطالة فحضرتكم تطلبون شيئا كبيرا
__________________
ابن حوران
|