عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-04-2009, 01:52 PM   #10
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المحاضرة الخامسة

بعض المشكلات الأمريكية وعلاقتها بالولاء

يقول المؤلف: عند عرض فلسفة الولاء في المحاضرات السابقة، حاولت التوفيق بين مفهوم الولاء، والفردية الأخلاقية العاقلة. لقد قلت لكل فيلسوف من أنصار النزعة الفردية في الأخلاق، إن الولاء هو الشيء الوحيد، الذي يحقق كل الأهداف والغايات العاقلة لمذهبك الفردي. فإن كنت تبغي وتسعى للحرية الحقة، ابحث عنها في الولاء. وإن كنت تسعى للتعبير الذاتي والروحانية، والاستقلال في الحكم الخلقي، فالولاء وحده القادر على تحقيق هذه الأشياء الخيرة.

(1)

افتتح المؤلف محاضرته بذلك الكلام، كونه قد واجه انتقادات شديدة حول مفهوم الولاء وأثره في تقييد حرية الفرد.

وقد جاء في تأكيده على أن الولاء للولاء هو ليس مقيدا للحرية إذا تذكرنا أن قانون الولاء الخلقي، كما يلي: (1) يجب عليك الولاء. (2) ولكي تحقق ذلك، عليك اختيار قضية معينة، أو نسق من القضايا، تجعل منها موضوعا خاصا لولائك، ويحدد مهمتك في الحياة. (3) ابدأ اختيار قضيتك الخاصة، بطريقة حاسمة، ثم عليك أن تظل محافظا عليها، ومخلصا لها. (4) والمبدأ العام للولاء، الذي تخضع له كل الاختيارات الخاصة للقضايا، يقول: " عليك أن تكون على ولاء للولاء".

ويقول (بما معناه) يستطيع الناس المهتمون بمعرفة ولاء شخص لقضية ما، عندما يستعرضون سلوكه في القول والعمل ومدى تطابق ذلك السلوك على ما نذر نفسه له.

(2)

يتطرق المؤلف لمسألة تواجه الأمريكيين، وهي كيف يمكن المحافظة على الولاء في ظل التعقيدات المحيطة بالوضع الأمريكي، هجرات واسعة من شعوب مختلفة يتوزع ولاء القادمين فيها الى ولاء لدولهم الأصلية بمعتقداتها وأحلامها وذكرياتها وبين ولائهم لأمريكا بتوسعها وتغير نظامها الاجتماعي المستمر.

ويذكر جانبين من المخاطر التي تتعلق بالولاء في أمريكا: الأول: أن الولاء ليس منتشرا بصورة كافية وواضحة بين المثل العليا الاجتماعية في أمريكا. فدائما ما يُترك لضمائر الناس، وسرائرهم الغامضة. فلا يتم توضيحه أو التأكيد عليه بصورة كافية. ويتجاهله الأدب الشعبي، أو في أفضل الحالات يُساء عرضه.

والثاني: يكمن في واقعة أنه، عندما يتم مدح الولاء والتأكيد على قيمته وأهميته، نادرا ما يتم فهم الولاء بمعنى الولاء للولاء الكلي، بل يُفهم على أنه أفضل من اللا ولاء! فالولاء الحقيقي هو الذي لا ينظر الى الآخر بكراهية بل بنظرة متساوية. ولا يهتم الولاء المستنير بالجيوش والأساطيل الكبرى، إلا إذا كانت تعزز مفهوم الولاء، وليس لإلحاق الأذى بالآخرين، فإن حدث ذلك فهذه قمة المصائب، فالولاء بنهاية المطاف هو لخدمة القضايا الإنسانية لا لتدميرها، هكذا يجب أن نتعلم مفهوم الولاء (الكلام للمؤلف).

(3)

إذا عزمتم على تعليم الولاء، طبقا لوجهة نظرنا، لمجموعة كبيرة من الناس، مثل أفراد المجتمع الأمريكي، وليس لفرد واحد أو لمجموعة ضيقة، فعليك القيام بثلاثة أمور (1) يجب أن تساعدهم على المحافظة على قدراتهم الجسدية والمادية والعقلية التي تُعد أشياء ضرورية لممارسة الولاء. (2) يجب توفير الفرص لولائهم، وذلك بالمشروعات الفكرية التي إذا ما تم الولاء لها، يستطيعون فيها تجنب الصراعات، وتربط ولائهم بالقيم الأخلاقية. (3) يجب أن تبين لهم بوضوح، أن الولاء للولاء أفضل الخيرات الإنسانية، وهو التاج الحقيقي لكل الولاءات.

نحن في أمريكا، وإن كنا نعتز بحضارتنا، علينا أن لا نتجاهل الحضارات الأخرى وولاء أبنائها لها.

(4)

يؤكد المؤلف هنا، أن الولاء للأسرة هو الأس الحقيقي لكل ولاء، ويأسف لما حل في المجتمع الأمريكي (هذا الكلام قبل الحرب العالمية الأولى) من تفكك للأسرة، وما تلاه من عدم القيام بواجب الأبناء تجاه والديهم، وإن ما أُطلق عليه تحرر الأسرة الحديثة، في ترك المجال للأبناء أن يختاروا زوجاتهم، جعل الزواج ليس بتلك الرابطة المقدسة التي تدوم، إن كل ذلك مهد لفقدان الأساس للولاء الحقيقي للمجتمع. وهو أصبح وكأنه الدافع القوي للانتحار الأخلاقي للفرد.

(5)

تحول السواد الأعظم من الشعب الأمريكي الى ولاء لمؤسسات اجتماعية وسياسية مختلفة، وأصبحت قوانين الولاء مختلفة عما كانت عليه في حال اعتبار الأسرة هي الوحدة الأساسية والطبيعية للولاء، فأصبحت تلك المؤسسات لا تعني بالجانب الأخلاقي بقدر ما تعني فيما تحقق من انتصارات مادية للمؤسسة وحتى لو كان على حساب المجتمع.

(6)

يعترف المؤلف في نهاية محاضرته، أنه من الصعوبة ترميم حالة الولاء في الولايات المتحدة، لأنها لم يحكمها ملك له رمزية وطنية، وإن الحروب التي خاضها الشعب الأمريكي، تختلف عن تلك الحروب التي خاضتها أممٌ مختلفة، فأمريكا ليس لها دين واحد أو مذهب ديني واحد تلتف حوله، وليس لها قضية واضحة تلتف حولها، وإن كل قضاياها قد تم اختراعها من قبل من يتحكمون بالرأي العام.

ومن هنا يعد الكاتب بتناول فكرة التدرب على الولاء بمحاضرة أخرى

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس