عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-04-2009, 01:13 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أهلاً بك عزيزي أبا معاد ، وأهلاً بسائر عشاق الأدب ..
الأدب هو انعكاس مباشر لحالة المجتمع وما يعتمل فيه من مؤثرات وتغيرات ، وليس الأديب إلا تعبيرًا عن هذا الانعكاس من خلال الأدوات التي يمتلكها .وهو إذا كان لا ينفصل عن مجتمعه ، فإن التعبير عما يكتب كذلك لا يمكن عزله عن مجتمعه والعوامل الفاعلة والمؤثرة فيه .
من هنا تكمن قيمة القصيدة في تعبيرها عن واقع اجتماعي مؤلم مرده إلى هذه التغيرات التي تمت في المجتمع ،وهذا الواقع هو انتهاك الحقوق المعنوية للمرأة الزوجة . وإذا كانت قصيدتك قد حامت حول هذا الموضوع إلا أنها اكتسبت حالة من العمومية والتي تجعل الموضوع مكررًا نوعًا ما . لذا فهناك ظواهر فرعية كثيرة كالطلاق بسبب مشاهدة نجمات الغناء في المجتمعات الخليجية ، والموضة التي بدأت منذ مدة في مصر كتزوّج فتاة صغيرة السن من قبل رجل كبير في السن متجاهلاً حقوق الزوجة الأولى .


وإذا كان الأديب قد تناول العمل في إطار رؤيته الشخصية ، فإن هذه الرؤية نابعة من المزيج المعتمل في داخله المؤلف من الدين والثقافة والعرقية والعرف والعادات والتقاليد ...إلخ
وفي هذا العمل كانت الرؤية عادية غير مخالفة لطبيعة المجتمع وتصوراته مما يدل على أن الشاعر هو ابن هذا المجتمع الذي خرج منه وتعبير صادق عن طبيعته .


داخليًا : لم تكن القصيدة لتغوص فيما وراء الحدث بل كانت وصفية ، ولم يكن فيها مناجاة للنفس ، وإنما حديث مباشر . والمباشرة التي عبرت عن الحدث بشكل فطري يفتقد إلى التعبير عن حالة الارتباك أو مبررات اتخاذ القرار أثرت نوعًا ما على قوة العمل .ولعل هذين البيتين عبّرا عن رؤية أكثر عمقًا للموقف :


هـل سوف توقظها كمـا أيقظتنـي ~ أم ســوف تـعـطـيهـا بـقايـا حِليتـي


إن شئت ألبسها بـبعـض ملابسـي ~ وافـتـح دوالـيـبـي لـهـا و خزانتـي


***

القصيدة إلى ذلك كان ينقص من قدرها استخدام كلمة يا سيدي وتكرارها لأنها في موقف ندّيّة من خلال الاستنكار والاتهام بالجنون . كما أنها خارجة عن عصمته فلم تقول له يا سيدي ؟ كان وجودها أقرب إلى الحفاظ على الوزن منه إلى أي غرض آخر .

والقصيدة هي قصيدة الموقف في عموميته الموضوعية وليست الحالة الشخصية أي أن القصيدة ليست مختصة بزمان ولا مكان ولا جنس ولا دين مما يجعلها تكتسب حالةمن العالمية بشكل كبير.

وهي في مباشرتها يمكن تفهّم خلوها من الأدوات الفنية ، فالشاعر يتحدث على لسان أنثى يراعي الموقف النفسي وخصائصه ، إذ من طبيعة من في هذا الموقف الاسترسال دون البحث عن معان ابتكارية ، فكأن لسان حالها :أنت أقل من أن أكلف نفسي وقتًا في البحث عن أوصاف لك .

كذلك الحدث في مناسبة معينة قد يكتسب قوته من هذه المناسبة ثم يمتد نجاح التجربة الشعورية لينسحب على حالات أخرى ، وفي ظرف تاريخي معين قد يكون الغرض هو الاتكاء على الموقف الاجتماعي دون التدقيق في الجوانب الفنية . الأخرى التي قد تعد -في مثل هذا الموقف- زخرفية أو إضافية .
غير أن الرؤية المنبثقة من خلال العنوان لابد أن تكون شيئًا ذا بال يعبر عن نظرة الشاعر إلى الموقف ، فهي كالتعليق المكتوب فوق أو تحت صورة ما كاريكاتورية أو مأساوية .
وأخيرًا : نجاح القصيدة كان مقترنًا بدرجة كيبرة بالكلمات التي تتسع دلالتها لتشمل جوانب معنوية غير ملموسة ، كالصورة والملابس ، والخزانة .
وهكذا هو الجمال ، أين وجِدَ تُحط الرحال .دمت مبدعًا وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 08-04-2009 الساعة 01:19 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس