في رثاء عمته قال ابن حمديس الصقلي رحمه الله :
كريمة تقوى في صلاة تقيمها
وصوم تحط الجسم منه على الجدب ِ
نمت في فروع المكرمات فروعها
وأنجبت الدنيا بآبائها النجب ِ
وكنت إذا ما ضاق صدري بحادث
فزعت بنجواه إلى صدرها الرحب ِ
وتذهب عني هم نفسي كأنما
شفت غلة الظمآن بالبارد العذب ِ
***
تبركت الأيادي بتسوية الثرى
على جبل راسي الأناة على هضبِ
فيا ليتني شاهدت نعشك إذ مشى
حواليه لا أهلي حفاة ولا صحبي
ودفنك بالأيدي الغريبة والتقت
مع الموت في إخفاء شخصك في حدب ِ
فأبسط خدي َ فوق لحدك رحمة ً
وتسقي عيناي الترب بالهدب ِ
أرى جسمك المرموس من روحه عفا
وأصبح معمورًا به جدث الثرب ِ
فلو أن روحي كان كسبي وهبته
لجسمك ِ لكن ليس روحي من كسبي
فلا وصل إلا بين أسمائنا التي
تسافر منا في معنونة الكتب ِ
فدائمة السقيا سماء مدامعي
لخدي وأرض الخد دائمة الشرب ِ
***