[إيناس]

المشاركة الأصلية بواسطة transcendant

سؤالك صعب جدا .. و جوابه أصعب ..

الأجمل في ردك أخي transcendant كان سقوطي من أعلى ردك إلى أسفله ..دون ألم ..ودون اصطدام أخير ..


لكن اسمحيلي أن أجدف برأيي ...

أعتقد أننا كأجساد ... مجرد أطياف ستتلاشى بعد حين ... و الأجساد تتقلب بنا دون أن يكون لنا يد في

ذلك ..

و أما جانبنا الروحاني البحت ... الذي يشمل علاقاتنا و أحلامنا و شخصيتنا .. فهو مربك في تكوينه ...

مستعص على الإدراك المجرد البسيط ... لهذا يجب أن لا نفرض على أنفسنا أشياء لا تطيقها .. أشياء

تشكل تعرجا و انقلابا على ما عودناها عليه سابقا كمسلمات يصعب التفريط بها ...

فصديق العمر مثلا ... الأصل أنه سيبقى توأم الروح طول الحياة .. و نحن مبرمجون على ذلك دون لبس ...

لكن قد يحدث الفراق .. قصيرا كان أو طويلا .. و هنا يجب عند تلك اللحظة ... الإفتراق بلطف .. فقد يعود

الوفاق ثانية ؟؟ و هنا يجب أن لا نصدم ثانية ... صدمة الفراق و صدمة العودة .. لأن المصدوم ليس الجسد

بل الشخصية ... و هذه الأخيرة كائن هش .. يجب الحذر في التعامل معه و عدم معاملته كمادة يمكن

تشكيلها من جديد لأننا ببساطة لا نعرف نهاياتها و لا مراميها ..

ما أجمل هذا الكلام .... تحليل فلسفي بسيط لقضية الجسد والشخصية المعقدة ....ففعلا للجسد ذاكرة نهاية صلاحيتها محدودة كنهاية كل الماديات، لكن ذاكرة الشخصية فصلاحيتها متجددة لا تعترف بعوامل الوقت ....


و ردا على سؤالك ... أعتقد أن الإنسان هو مجموعة ذكريات ... و أرى أن التفريط في الذكريات هو وجه

للتفريط في الذات ...

هنا أبقى حائرة perplexe ، لأن للذاكرة مرات قدرة الإبادة لتفاصيل بعض الذكريات وبالأخص منها التي دمرت مرحلة من مراحل الحياة، لا أدري هل هو نوع من الإسقاط وتجاوز عقبة تعيق سير الإستمرار أو نوع من حماية النفس من بقاء أثار الدمار ....؟


شخصيا لو خيرت بين كره شخص عزيز و بين نسيانه ... لأخترت نسيانه ..

فالإحساس باليتم عند فقد العزيز ... أفضل بكثير من الشعور بالندم على ماض ترك بصمات واضحة أو خفية في حاضري ... لأن هذا الندم هو عقاب للنفس مما يشعر حاضرك بأن ماضيك كان مجنونا .. و هناقد يحدث رد فعل نتنائجه وخيمة

هذا يمكنني أن أقول عنه سمو في النفس والترفع عن إتباع شرورها، فطوبى لك

.

tanscendant جزيل الشكر لردك الأنيق والعميق في أغوار النفس الآتي من نفس تبدو هادئة لأنها وجدت سبيلها .