عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-03-2009, 05:40 PM   #17
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Lightbulb


3 ـ التنفير من الآفات :



وهذا امتداد لما جاء في النقطة السابقة وفرع له :

فهو من قبيل عطف الخاص على العام. وأعني بذلك

أن الأدعية النبوية كانت تركز على التشنيع والتنفير

من آفات معينة يكثر اتصاف الناس بها ووقوعهم

في أسرها. من ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه قال :

كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه

يكثر أن يقول :

ً اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل،

والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال ً متفق عليه.


وهذه الآفات كلها تجتمع في كونها تدفع إلى الشلل في

الإرادة والمبادرة والفعل، وتجعل المتصف بها كلا لا يقدر

على شيء فجاء الدعاء النبوي يحمل جرعات من التحذير

والتنفير من هذه الآفات، ويجعل من هذه الجرعات زادا

ودواء يوميا. وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

" يكثر " من التعوذ من هذه الآفات ، وهو أبرأ الناس منها

وأبعدهم عنها، فكيف بمن دونه، وكل الناس دونه؟!



إن من شأن المداومة على هذا الدعاء مع تدبر معانيه

واستيعاب مراميه، أن يحدث في النفس نفورا واشمئزازا

من هذه الآفات المستعاذ منها. وهذا الاشمئزاز والنفور

يدفع إلى اتقائها وتجنب أسبابها ومقاومة مظاهرها وآثارها.

وغير خاف على أحد أن هذه الآفات هي من أكثر الآفات

انتشارا وتنغيصا للحياة الفردية والاجتماعية للناس : فهي

مصدر الاكتئاب والانهزام، ومصدر الضعف والتخاذل،

ومصدر الغش والتقاعس، ومصدر التدهور والانحطاط

في المعنويات الخلقية. ويوضح ذلك ـ أو بعضه ـ بيان

رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قيل له :

ما أكثر ما تستعيذ من المغرم!! فقال :

" إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف "

متفق عليه.


يتبع



__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس