إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة كالمار
الشعر لا يعطى....
بمرسوم رئاسي
هو ليس فعل..وانما رد فعل
هو ليس امر يطبق..
هو عصيان وتمرد
وليس مذكر او مؤنث
الشعر لا جنس له
لكنه الشعور يولد...
من لاشعور
كلنا اسري في مملكة الشعر
لايحكمنا قانون
ولايمكننا ..ان نطالب بقانون
ومن يستقيل من مملكة الشعر
حتما سيدخل مملكة الجنون
لايهمنى ان كنت لاتفهمين القصيدة..
فالقصيدة تفهمك..
.لايهمنى ان كنت لاتقرائين..
فانا اقراءك...لايهم ان نسيت لغتى
فلغة الله ..والملائكة والانبياء..
.واهل الجنة لاتنسي
ساكتب فيك..
وسااتخيل ان كلماتى
زلزلتك ...كما زلزلتنى
اغرقتك ...كما اغرقتنى
وساتخيل انك تحسين
بروعة لا تضاهيها روعة
حين تستقبلين كلماتى
سااتخيلك ...
ترقصينى على ابياتى طربا
واتخيلك تسبحين
في بحور شعري
وتتمشطين بحروف
ساتخيلك وسااكون سعيد
لانك ستظلين لوقت اطول
في مخيلتى
|
لا استغرب ان تكون القصيدة هي الأولى التي يتكرم الشاعر كالمار بنشرها لنا هنا، و لكن استبعد كثيرا ان تكون اولى محاولاته الشعرية.
القصيدة جائت موجزة المبنى جزيلة العطاء، مفرداتها سهلة ممتنعة، تميزت بالبساطة في التركيب و البعد عن التكلف... حوت قدرا كبيرا من الشعرية و ابياتها مليئة بالصور الشاعرية المتسامية تصف بدقة و جمال منقطع النظير خوالج النفس البشرية مما يدل على سعة اطلاع و تجربة كبيرتين لدى الشاعر.
لفت انتباهي ايضا ان القصيدة حوت نصفين متكاملين:
الاول جاء كمقدمة تدفقت فيها معارف الشاعر دون الاطناب من القول بخبايا الشعر
و الشطر الثاني و ان بدا للوهلة الاولى به اهتزاز و انفصال عضوي عن الشطر الاول لكن بعد اتمام القراءة يتبين للمتامل في ابياته عبقرية و فكر الشاعر الراقي و قدرته على الانتقال بعقل و قلب القارئ بسلاسة الى مجالات ارحب من التجلي.. داعيا القاريء الى رحلة مثيرة داخل نفسية الشاعر المرهفه.
احسب ان الشاعر هنا استعمل عمدا البعد الثنائي المركب لجدلية علاقة الجذب و النفور بين الحبيب و المحبوب كمحور لاسقاطات غاية في الجمال تميزت بحبكة لغوية راقية و جانب فلسفي وجودي لصراع الانا مع المحيط و تفاعله معه.
هذا ما بدا لي كملاحظات بعد قراءة اولية للقصيدة و عائد للتعليق اكثر على هذه الرائعة الشعرية مع فائق التقدير و الاحترام و الامتنان لشاعرنا كالمار.