عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-03-2009, 08:33 AM   #12
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أحيانا عندما يحاول أحدهم التعليق يحمل بين سطور تعليقه شيئا من الحقيقة، ثم لا يلبث أن يفسد تلك الحقيقة بما يتسرب من احتقاناته بعض ما يجعل تلك الحقيقة موضع شك.

تعجبني ردود أخينا البدوي الشارد، لما يتمتع به من حصافة في الرد وعدم ظهور عصبيته على ردوده، فعندما يقول أن إيران كانت سنية فهو صحيح، فمن شيع إيران هو (نادر شاه) الذي تولى الحكم عام 1736، بعد عهد الاضطراب الذي جاء بعد وفاة (كريم الزند)، وامتد تشييع مناطق جنوب العراق بعد القضاء على الدولة (المشعشعية) والتي كانت حدودها تمتد حتى المحمودية جنوب بغداد، لذلك نجد أبناء قبيلة واحدة قسم منهم على المذهب الشيعي وهم من سكنوا جنوب بغداد، وقسم سني من سكن شمال بغداد وغربها، أي ممن كانوا خارج حدود الأمارة المشعشعية التي أصبحت تحت الحكم الفارسي، ومثال ذلك قبائل (الجبور وشمر وغيرهما).

وهذا كله ليس ذا أهمية في مناقشة عنوان الموضوع، أي هل إيران دولة صديقة أم عدوة. فإيران دولة جارة وشقيقة بالدين ويفترض أن تُحسب مع الدول الصديقة التي يتمنى لها الرفعة والتقدم، وما يحصل للصديق من تقدم فإنه سينعكس على أصدقاءه أي جيرانه وأخوانه في الدين.

لكن حتى الأخوين اللذين يشتركان في أم واحدة وأب واحد، فإن لأخوتهما ضوابط وحدود، فاعتداء الأخ على (حرمة) أخيه، يمزق روابط الأخوة فيما بينهما، وإيران ـ من هذا الباب ـ تاريخها حافل بتلك الاعتداءات، ومن يتصفح التاريخ يجد أنه لا يوجد قرن واحد من الزمان لم تسجل فيه إيران اعتداء أو أكثر تجاه جيرانها العرب.

ونقول، أن أسباب ذلك مفهومة، ويمكن تقديرها، فليس هناك دولة على وجه الأرض، ليس لها طموحات أو حتى أطماع تجاه جوارها، وتبقى المَنَعَة هي الوحيدة التي تجعل من اتفاقيات حسن الجوار ضامنا لديمومتها، لذلك تسعى إيران جاهدة، لجعل جيرانها أضعف من أن تتكون لديهم منعة، وهذا ما يفسر تقديمها للمساعدات لأعداء جيرانها، سواء من هم في جهتها الغربية أو جهتها الشرقية.

لا داعي لزج الطائفية في تلك المسألة، حتى لا تصبح وكأنها مقياس ومسطرة لتفسير ما يجري.

وشكرا
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس