[عابر سبيل]

كفي يديك عن العناق وودعي--- و دعيه يخرج للعناق الأروع
أخفي تمايلك الخطير و أعرضي--- إن الفتون يعده للمصرع
إن المفاتن لو دريت سلاسل--- فيها يكبل كل حر سلفع
يا غادة بهرت محاسنها الورى--- أضعفت سير المسلمين فأقلعي!
فكي قيودا للعيون لطالما--- ربطت عقال الخيل بالمستنقع
ذهبت يداك بفارس القوم الذي--- أبدعت فيه مدائحي و روائعي
أنزلته من فوق صهوة خيله--- و جعلت منه مدخنا في مخدع!
أنت التي قال الغزاة بأنها--- و الكأس في يدها ختام المطلع
انت التي طلبوا امتداد يمينها--- لتصافحي الكفار لا كي تصفعي
لمَ يا فتاة القوم صافحتِ الأجا---نب، و انحنيت لهم بما لم يشرعِ؟
و بذلتِ ما لو تستطيع ملوكهم--- أن تشتريه بملكها لم تطمعِ
صدقوا عليك ظنونهم، بل جرَّأو---كِ على جدال شريعة و مشرِّع
أنتِ التي مكَّنتِهم من أرضنا--- و اليوم تبكين احتراق الرضعِ؟!
إن كان ساءكِ ما رأيتِ بأرضنا--- فتوقفي عن خطهم وتراجعي !
جري يمينك من براثنهم،و قُو---مي فاكسري كأس الحرام وأقلعي!
هذي يدي ممدودة، فتمسكي--- و تناولي مني الرسالة، و اسمعي
مدي يديك اليوم كي تتسلمي--- طوق النجاة، فأمسكي به و ارفعي
اليوم أنت عن انكسار جيوشنا--- مسؤولة، و عن الخسائر، فادفعي!

رسالة من :
نهى إحسان زادني