لست أدري إن كانت إيران عدوة أم صديقة، لكني أومن بشيء واحد وهو أن الصداقة والأحلاف استراتيجيات تتخذ في مواجهة العدو المشترك. لعلني لا أخطأ حين أقول أن هناك عدوا مشتركا بيننا، إن كانت إيران تريد قتلنا فهو يريد ذلنا، ولعل الموت الشريف أهون من الذل والخنوع.
دعونا ننسى المشهد العراقي الذي جعل بيننا وبين إيران خندقا وقد يصبح البرزخ لعالمين لا يلتقيان أبدا... فهل ما يحدث في أوطاننا من اضطهاد من طرف الحكومات لشعوبها وقتل للأفراد بعضهم لبعض سببه كذلك إيران!؟ وهل ما يحدث من حصار لغزة سببه كذلك إيران!؟
ذكروني لعلي قد أكون مخطئا، ألم تطلب إيران من العرب التدخل للحيلولة دون دخول أمريكا إلى العراق!؟ ألم تطلب من العرب الدخول في حلف معها ومشاطرتها التكنولوجيا النووية والعسكرية!؟
ذكروني لعلي لا أعرف التاريخ جيدا، فقد دامت الحرب الباردة أكثرمن خمسين سنة بين تهديد ووعيد من الجانبين القويين، أمريكا والاتحاد السوفياتي ولم تصل المواجهة إلى أرض واقع قط لأن استراتيجية القوة تعتمد النتيجة قبل الوسيلة. ولعل استراتيجية الغرب المستوحاة من نتيجة واحدة وهي التمكين لاسرائيل في المنطقة وإخضاع الشعوب الأخرى تحت السيطرة لامتلاك ثرواتها بأقل الأثمان وهم لا ينظرون إلى إيران على أساس التهديد بالضرب بل الإعاقة في المضي قدما وفي أسرع وقت لإخضاع المنطقة... فلو رضت إيران يوما بما يعرض عليها من نصيب ليتوقف التحرش بها عسكريا فأنتم ادرى من سيكون الخاسر الأكبر.
إنني من وجهة نظر عقائدية بحتة قد أختلف مع الشيعة في المنهج لكني أريد أن أكون ندهم في المواجهة وأتعامل معهم منهجا لمنهج ودولة لدولة بدل أن أرضى بموقع العبد ينتظر سيده للدفاع عنه كما يحدث الآن للحكام العرب الذي أزالوا العزة والشموخ من محيانا... أبناؤنا بين حصار وسجن بالداخل والخارج وهم ينتظرون الأوامر تأتي من الهاتف الخاص... !