الموضوع: تأويل سورة ق
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-02-2009, 08:21 PM   #2
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جمال الشرباتي
إفتراضي

القول في تأويل قوله تعالى : وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( 7 ) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ( 8 )
#################

وقوله ( وَالأرْضَ مَدَدْنَاهَا ) يقول: والأرض بسطناها ( وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ) يقول: وجعلنا فيها جبالا ثوابت, رست في الأرض, ( وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) يقول تعالى ذكره: وأنبتنا في الأرض من كلّ نوع من نبات حسن, وهو البهيج.
################.
وقوله ( تَبْصِرَةً ) يقول: فعلنا ذلك تبصرة لكم أيها الناس نبصركم بها قدرة ربكم على ما يشاء, ( وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ) يقول: وتذكيرا من الله عظمته وسلطانه, وتنبيها على وحدانيته ( لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ) يقول : لكل عبد رجع إلى الإيمان بالله, والعمل بطاعته.


####################

القول في تأويل قوله تعالى : وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ( 9 ) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ( 10 ) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ( 11 )
يقول تعالى ذكره ( وَنـزلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) مطرا مباركا, فأنبتنا به بساتين أشجارا, وحبّ الزرع المحصود من البرّ والشعير, وسائر أنواع الحبوب.

###############.
وكان بعض أهل العربية يقول في قوله ( وَحَبَّ الْحَصِيدِ ) الحبّ هو الحصيد, وهو مما أضيف إلى نفسه مثل قوله إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ .

###############
وقوله ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ) يقول: وأنبتنا بالماء الذي أنـزلنا من السماء النخل طوالا والباسق: هو الطويل يقال للجبل الطويل: حبل باسق, كما قال أبو نوفل لابن هُبَيرة:
يـــا بْـــنَ الَّــذِينَ بِفَضْلِهِــمْ بَسَـــقَتْ عَـــلى قَيْسٍ فَــزَارَهْ
###########.
وقوله ( لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ) يقول: لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكُفُرَّى, نضيد: يقول: منضود بعضه على بعض متراكب.

#############.
وقوله ( رِزْقًا لِلْعِبَادِ ) يقول: أنبتنا بهذا الماء الذي أنـزلناه من السماء هذه الجنات, والحبّ والنخل قوتا للعباد, بعضها غذاء, وبعضها فاكهة ومتاعا.


##################
وقوله ( وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا ) يقول تعالى ذكره وأحيينا بهذا الماء الذي أنـزلناه من السماء بلدة ميتا قد أجدبت وقحطت, فلا زرع فيها ولا نبت.
#################


وقوله ( كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ) يقول تعالى ذكره: كما أنبتنا بهذا الماء هذه الأرض الميتة, فأحييناها به, فأخرجنا نباتها وزرعها, كذلك نخرجكم يوم القيامة أحياء من قبوركم من بعد بلائكم فيها بما ينـزل عليها من الماء.

##########################

القول في تأويل قوله تعالى : كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ( 12 ) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ( 13 ) وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ( 14 )
يقول تعالى ذكره ( كذَّبتْ ) قبل هؤلاء المشركين الذين كذّبوا محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من قومه ( قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ ) وقد مضى ذكرنا قبل أمر أصحاب الرسّ, وأنهم قوم رسُّوا نبيهم في بئر.

( وَثمُودُ ، وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ، وَإِخْوَانُ لُوطٍ، وأصْحابُ الأيْكَةِ ) وهم قوم شعيب, وقد مضى خبرهم قبل ( وَقَوْمُ تُبَّعٍ ) .
وكان قوم تُبَّعٍ أهل أوثان يعبدونها, -----عن ابن عباس, أنه سأل عبد الله بن سلام, عن تُبَّع ما كان؟ فقال: إن تبعا كان رجلا من العرب, وإنه ظهر على الناس, فاختار فِتية من الأخيار فاستبطنهم واستدخلهم, حتى أخذ منهم وبايعهم, وإن قومه استكبروا ذلك وقالوا: قد ترك دينكم, وبايع الفِتية; فلما فشا ذلك, قال للفتية, فقال الفتية: بيننا وبينهم النار تُحْرِق الكاذب, وينجو منها الصادق, ففعلوا, فعلق الفتية مصاحفهم في أعناقهم, ثم غدوا إلى النار, فلما ذهبوا أن يدخلوها, سفعت النار في وجوههم, فنكصوا عنها, فقال لهم تبَّع: لتدخلنها; فلما دخلوها أفرجت عنهم حتى قطعوها, وأنه قال لقومه ادخلوها; فلما ذهبوا يدخلونها سفعت النار وجوههم, فنكصوا عنها, فقال لهم تبَّع: لتدخلنها, فلما دخلوها أفرجت عنهم, حتى إذا توسطوا أحاطت بهم, فأحرقتهم, فأسلم تُبع, وكان تُبَّع رجلا صالحا.


# عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: « لا تَلْعَنُوا تُبَّعا فإنَّهُ كانَ قَدْ أسْلَمَ » .
حدثني يونس, قال : أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني ابن لهيعة, عن الحارث بن يزيد أن شعيب بن زرعة المعافريّ, حدثه, قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وقال له رجل: إن حِمْيَر تزعم أن تبعا منهم, فقال: نعم والذي نفسي بيده, وإنه في العرب كالأنف بين العينين. وقد كان منهم سبعون ملكا.
########################


وقوله ( كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ) يقول تعالى ذكره: كلّ هؤلاء الذين ذكرناهم كذّبوا رسل الله الذين أرسلهم ( فَحَقَّ وَعِيدِ ) يقول: فوجب لهم الوعيد الذي وعدناهم على كفرهم بالله, وحل بهم العذاب والنقمة. وإنما وصف ربنا جلّ ثناؤه ما وصف في هذه الآية من إحلاله عقوبته بهؤلاء المكذّبين الرسل ترهيبا منه بذلك مشركي قريش وإعلاما منه لهم أنهم إن لم ينيبوا من تكذيبهم رسوله محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم , أنه محلّ بهم من العذاب, مثل الذي أحلّ بهم.
.


#################

القول في تأويل قوله تعالى : أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ( 15 )
وهذا تقريع من الله لمشركي قريش الذين قالوا: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ يقول لهم جلّ ثناؤه: أفعيينا بابتداع الخلق الأول الذي خلقناه, ولم يكن شيئا فنعيا بإعادتهم خلقا جديدا بعد بلائهم في التراب, وبعد فنائهم; يقول: ليس يعيينا ذلك, بل نحن عليه قادرون.

####################
وقوله ( بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) يقول تعالى ذكره: ما يشكّ هؤلاء المشركون المكذّبون بالبعث أنا لم نعي بالخلق الأوّل, ولكنهم في شكّ من قُدرتنا على أن نخلقهم خلقا جديدا بعد فنائهم, وبَلائهم في قبورهم.

##########################
يتبع

#####################################

__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/

جمال الشرباتي غير متصل   الرد مع إقتباس