عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-02-2009, 09:59 PM   #3
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

الانضباط في اعتقادي يمكن أن يجيء بطريقتين: الطريقة الأولى طريقة التخويف، فينضبط العضو في جماعة (قسرية أي لم يدخلها الفرد طوعا عادة مثلا شركة يعمل فيها أو جيش إلى آخره..) خوفا من العقوبة.
الطريقة الثانية هي طريقة الاقتناع، وهي المألوفة في حالات الالتزام الطوعي-مثلا جمعية ذات نفع عام، حزب..إلى آخره..
من أهم معوقات الانضباط في مجتمعنا النزعة الفردية وعدم المقدرة على التنسيق والعمل الجماعي.
وثمة علاقة وطيدة بين القناعة والالتزام ومرافقه الانضباط، ولكن في مجتمعنا ثمة بعد مفقود هو بعد "الإخلاص" وهو موجود بصورة مثالية في الإسلام، لكنه من الفضائل المغيبة في مجتمعنا مع كثرة مزاودتنا الدينية في هذه العقود الأخيرة. "الإخلاص" في الإسلام يعني قناعة الفرد الراسخة بأن الآخرة هي الشيء المهم والحساب الإلهي فيها هو الوحيد الذي يحسب له الفرد حساباً، وقد يرتقي المؤمن إلى درجة يطلب فيها رضا الله حتى لو أمن عقابه كما نقل عن عمر رضي الله عنه أنه لو أمن العقاب لم يعص ربه (فهو يحب الله فيطيعه والمحب يطيع المحبوب). وعلى جميع الأحوال يعني الإخلاص أن الفرد لا يهمه رد فعل الناس على أعماله، ومن هنا لا يعود يهتم بإظهار نفسه وإثبات تفوقه على غيره، فيختفي عندها الحسد الذي هو سبب جوهري في انحطاط مجتمعنا لأنه يدفعنا للعمل على تقويض جهود بعضنا فتتنافى قوانا وتصبح صفرية الفاعلية. ويظهر عند الإخلاص ظاهرة ضمور الأنا وهذا الضمور المحمود هو أساس فعالية العمل الجماعي وأساس الالتزام والانضباط معا.
وأحيي مرة أخرى حوران وابنها على مواده القيمة.

آخر تعديل بواسطة البدوي الشارد ، 17-02-2009 الساعة 10:06 PM.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس