عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-02-2009, 02:23 AM   #5
ابن اليمامة
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 3,553
إفتراضي


تركي بن عبد الله السديري

التغيير الذي تناول سير العمل الحكومي في مرافق ذات صلة مباشرة بالمواطن، لم يكن تغييراً تقليدياً، ولا هو أيضاً تطبيق مدة زمنية تفترض مهمة التبديل.. لم يكن الأمر شغل مقاعد شاغرة بمدة زمنية لاحقة، لكنه تأصيل جوهري لمهمة ضرورة تطوير المتغيرات الإيجابية في المجتمع السعودي، وإقرار أن ممارسة «عدالة» القرار، أو نوعية الممارسة، يجب أن تتم بواسطة مستوى من النزاهة وكفاءة التطبيق..


سنوات ليست بالقصيرة، وضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بداياتها أسس التحول الاجتماعي نحو حداثة الممارسات، ولعل الحوار الوطني الذي فُتح في أكثر من موقع، وحمل ترميزاً وطنياً متسامحاً ومنطقياً أهلية مشروعية تبادل الآراء وفق ما هو يخدم مصلحة الجميع، لكن بعض المنصرفين نحو ذاتهم وليس نحو المصلحة العامة، وجدوا في الحوار الوطني منصة وضوح عامة، يتلقى منها المجتمع مفاهيم تطويره، فكانت بعض محاولات إعاقة ذلك الوضوح..

المهمة التعليمية لم تكن قرار رجل كريم بتغطية تكاليف التعليم، ولا هي توسع عفوي نحو تكرار ثقافة معينة، بقدر ما كانت خطة استراتيجية تعليمية كبرى، يتواصل فيها تعدد الجامعات في الداخل، مع الاستفادة ابتعاثاً من خصوصية الكفاءة عند جامعات في الخارج لكن بدا للكثيرين كما لو كانت المهمة التعليمية تنوء بثقل بطء الممارسة وكأنه غير معروف ما هو مطلوب..

تقفز «نورة» من اسم جامعة إلى اسم أول نائبة وزير في تاريخ الإدارة السعودية، وهي هنا رسمياً تريحنا من سرد تعدد مواقع بروز المرأة في الطب وإدارة الأعمال والثقافة، فنشير إلى موقعها وهو اختيار رسمي وليس مجرد طموح شخصي..

توسع عضوية مجلس الشورى هو في الواقع توسع لقدرة التداول في الآراء والمعايشة، مع تنوع مناطقي شمل مع مجلس الشورى شؤون القضاء والإفتاء باحتواء لكل الانتماءات الوطنية مذهبياً، وحضور تعدد المكان..

الرؤية المدققة في نوعية إجراءات التغيير سوف تدلنا بوضوح على استهداف المواقع الجوهرية لتحرك طموحات المجتمع، ومنحه الممارسة القادرة على الوصول إلى الغايات التي رسم دروبها رجل تاريخي، ليس بالسهل ولا بالتقليدي بل طموحات ونزاهة واستراتيجيات عمل.. لم يعد أي شيء يتخاطب مع مستقبلنا هو حبر على ورق، ولكنه خطط عمل يراد المسارعة في إنجازها، خصوصاً وأن أساسيات التطور الاجتماعي المتعدد الأهداف موجودة منذ أعوام، ويتم دعمها بشكل متلاحق، فنحن الآن ندخل مرحلة إلحاح الظرف القائم على ضرورات الإنجاز السريع..

إن الذكاء القيادي المبهر، الذي بدأ بفتح أبواب الخروج نحو تصحيح الأوضاع وتطوير المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. هو قفزة فارس متمكن وقادر، ولمسة فنان مرهف الحضور، في أذهان ما تريده الأكثرية السكانية.
ابن اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس