[ياسمين]

أختي العزيزة نمارق

إن تحدثي عن ضرورة استحضار النتائج الإيجابية بمعية السلبية

على حد سواء في الذهن قبليا لا يعني مطلقا ما ذهبت إليه لأن الأمر

لا يعني تغييب التفاؤل بل إن النجاح واستحضار الأمل أمر ملزم

وواجب لا مناص منه ، فديننا الحنيف يحث على ضرورة

التمسك بأسباب الأمل ولو كانت ضعيفة كخيوط العنكبوت وما إدراجي

لنبي الله عليه الصلاة والسلام سوى حجة دامغة لتثبيت صواب

هذا المنحى السديد في ضرورة التمسك بالحياة والأمل والطمع

في رحمة الله بالفرج أثناء الكدر، سيرا على هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم.

إن إشارتي في القول أن الحياة مليئة بالمصاعب والمشقات أمر

صحيح ووارد يقول تعالى: ً وخلقنا الإنسان في كبد ً فالحياة

اختبار لنا، فقد يبتلى العبد بمرض أو يموت له ولد أو تصيبه

نائبة..وصروف الدهر متقلبة تحمل في طياتها الخير والشر.. .

كما أن السماء في مقابل ذلك تقدم لنا هدايا تضيء قلبنا وتنير دروبنا بهجة وحبورا.

وعليه، يجب على المرء أن يستحضر الحياة بجزئيها المتقابلين في

ذهنه ليتماهى إن صح التعبير مع ناموس هذا الكون العظيم.

إن وجود الخير والشرـ الأبيض والأسود في الحياة يعني أننا

يجب أن نكون على بينة من وجود هذه المتناقضات التي يجب أن

نعيها ونستوعبها في أذهاننا أن نؤمن بالقدر خيره وشره.. وعندما

أقول كلمة وعي بوجود الشر لا يعني أبدا اعتناقه بل تقبله كاحتمال

قابل للحدوث..لهذا يجب أن أعد نفسي إعدادا كاملا عند اتخاذ قرار

ما وأعتنق التفاؤل مبدئا للسير في طريق النجاح لكن يجب أن أضع

جانبا إمكانية الفشل وبشكل جزئي لا الاعتقاد فيه فهي واردة أيضا

لأجنب النفس متاعب الوقوع فيما لا تحمد عقباه..

أما قانون الجاذبية الذي تحدثتين عنه فهو عين ما قصدته هنا بمعنى

أننا نجذب الأشياء من خلال الأفكار التي تسيطر علينا

إذ لا يمكن أن أنجح في مشروع وأنا غير واثقة من

قدراتي مثلا أو أن أتوقع السيء إلى درجة الاعتقاد فيه، فطبعا من

يفكر في الفشل فقط فإن الفشل سيأتيه قبل أن يذهب إليه..

إنما وجب على الإنسان أن ينطلق في حياته بروح التفاؤل فإن اتخذ

قرارا في أمرما وجب عليه أن يؤمن بنجاح توقعاته دون إغفال إمكانية الفشل

وهذا أمر لا يتنافى مع جوهر الدين في شيء بل

يثبت في قلب المؤمن المفهوم الحقيقي لمعنى الإيمان بالقدر خيره وشره.

تحياتي إليك