[ياسمين]

أهلا بك أختي نمارق

إن الحياة مليئة بالعقبات والمصاعب.. ولكن يجب على الإنسان

أن يكون عقلانيا في كل قراراته التي يتخذها في حياته، بمعنى أن الإنسان يجب

أن يضع نصب عينيه احتمالات النجاح والفشل وأن يتحمل مسئولية قراراته والأهم

من هذا وذاك أن يكون قادرا على احتواء المواقف المترتبة عن نتائج قراراته

إن قدر له الفشل، فالناس يحبون

المغامرة دون تبصر بالعواقب التي يمكن أن تترتب عن قراراتهم ساعة الفشل أو

النجاح أحيانا..وهذا أمر يدل على انعدام النضج وعدم التوازن النفسي لدى

الشخص، وقد شاهدت أناسا يفقدون صوابهم إذا رسبوا في دراستهم، وهناك من

تصيبه حالات هستيرية خطيرة عند تلقيه خبرا مفرحا...

عندما كنت أدرس بالجامعة، كنت أقول لنفسي بأنني مستعدة على

أكمل وجه لاجتياز الاختبار بنجاح لكنني لم أكن أغيب أبدا عن ذهني إمكانية

الرسوب لأن احتمالات حدوث معيقات خارجية واردة أيضا، فقد يصيبني الارتباك مثلا وأنسى

تماما ما يجب علي كتابته أو تحليله، أو قد أصاب بألم مفاجئ يمنعني من الكتابة،

أو أن أفشل في فهم المطلوب من السؤال...لقد كنت أضع احتمالات كهذه لأكون

مستعدة نفسيا لتلقي أي مفاجأة سلبية من هذا النوع قد تزج بي إلى طريق الفشل

رغم يقيني القاطع بقدرتي على انتزاع النجاح بتفوق مبين ..

إن وضع النتائج بشقيها الإيجابي والسلبي أمر مهم جدا لأنها الطريقة المثلى

لتحصين النفس من الوقوع في الخلل وفقدان التوازن الذي تكون نتائجه وخيمة

إذ قد يصاب المرء بالجنون أو الشلل أو يضع حدا لحياته لأنه قدم على اتخاذ قرار

وجرد نفسه كليا من تحمل عواقبه ليقع خبر الفشل في نفسه موقع الصاعقة..

ولنا في رسول الله أسوة حسنة إن نجحنا في تدبر مواقفه

الحكيمة في أوقات الضيق والكرب ، فقد كان يستجمع

قواه ويتوجه إلى الله تعالى في ثبات وخشوع ليزيح عنه الغم..

مما يدل أن الخالق أودع بداخل عباده طاقة روحية تمكننا من تجاوز

الأزمات مهما كانت قوية على النفس ولكن شريطة أن يمتلك الإنسان

مهارة إدارة نفسه بنفسه وأن يتحمل مسئولية قراراته بشكل صحيح..

تحياتي