عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-02-2009, 08:55 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي صراع على الشرعية/ الأخوان المسلمون ومبارك

صراع على الشرعية

الأخوان المسلمون ومبارك 1982ـ 2007

المؤلف: د هشام العوضي (رئيس مركز دراسات الخليج، في الجامعة الأمريكية بالكويت، من مؤلفاته المنشورة العربية: البعد الرابع لأزمة الخليج عام 1992، والإسلاميون والحوار مع العلمانية والدولة والغرب 1997، و موقف الغرب من الإسلاميين 1997

الكتاب: يقع في 398 صفحة من القطع المتوسط، وهو عبارة عن أطروحة رسالة دكتوراه .. نشره مركز دراسات الوحدة العربية/بيروت تحت رقم 74

طريقة عرض الكتاب: لقد قام المؤلف بعرض كتابه على صفحات مجلة المستقبل العربي الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية في عدد شهر شباط/فبراير 2009، على الصفحات 253ـ 267، وهو الخبير فيما كتب والعارف الكيفية التي يركز فيها على فقرة دون غيرها، ولكن سنحاول عرض ما عرضه الكاتب بطريقة مختصرة تصلح للاطلاع عليها للمتصفحين الذين لا صبر لهم على قراءة المطولات، معتذرين سلفا للكاتب والقراء على أي زلل يفقد العرض قيمته.

تقديم:

يستعرض الباحث ما مرت به حركة الأخوان المسلمين من مضايقات في عهد الرئيس عبد الناصر لها، ومرورها بفترة استراحة في عهد السادات، ثم السماح لها بخوض انتخابات عام 1984، وعام 1987 دون الاعتراف بها رسميا، ويجيء عقد التسعينات لتنهي العلاقة بين الأخوان والنظام فترة الهدوء لتدخل مرحلة من التلاطم فيما بينهما.

ويحاول الباحث تلمس الأسباب التي وضعت تلك العلاقة بما آلت إليه، ليعتمدها نموذجا صالحا للقياس عليه في مختلف البلدان العربية. وحسب وجهة نظر الكاتب فإن اكتمال البنيان المؤسسي لحركة الأخوان المسلمين جعل شكل الصراع يتجه نحو كونه صراعا على الشرعية بين النظام الرسمي ونظامها الذي يتجه نحو استلام الحكم بالوسائل المتاحة لها.

أولا: مرحلة الثمانينات

لم يحدث اصطدام بين الأخوان المسلمين والنظام المصري، بعد اغتيال السادات، والذي لم تكن الأصابع تشير نحو الجماعة في ذلك الحدث، بل بالعكس فقد أعلنت الجماعة ابتعادها عن العمل المسلح وحل التنظيم الخاص بذلك. كما أن النظام كان مشغولا في ترسيخ ما أعلنه (دولة القانون) والتوجه الى الداخل لتكوين شعبية له، فلم يشأ الاصطدام بالمعارضة وبالذات الأخوان.

في هذه الأثناء، استغل الأخوان المزاج التصالحي من قبل النظام، واستفادوا من الفضاءات التقليدية المتاحة كالمساجد والأحياء السكنية، كما استفادوا من فضاءات غير تقليدية كالجامعات والنقابات، ولا بد من تسجيل الفضل للجيل الجديد من كوادر الأخوان من الشباب الذين، أداروا ظهرهم بعض الشيء لجيل الستينات المتأثر بشدة بأفكار (سيد قطب) الداعية الى (المفاصلة والعزلة الشعورية) تجاه المجتمع.

وقد كانت فاتحة نجاح الجيل الجديد بالفوز بانتخابات نقابة المهندسين عام 1985، بثلث المقاعد، ثم الفوز ببقية المقاعد عام 1987، ثم تكررت التجربة مع نقابة البيطريين والصيادلة عام 1988، والعلميين عام 1990، ثم توجههم للفوز بثلثي نقابة المحامين (قلعة العلمانيين من قوميين وغيرهم) عام 1992. وقد كان السر في نجاحاتهم المتكررة مصدره (1) تقديم خدمات تفوق تلك التي تقدمها الكتل الموالية للنظام (2) تقديم تلك الخدمات من خلال قنوات تنظيمية متقنة الربط.

1ـ خدمات وإنجازات متميزة

أ ـ في النقابات

استطاع الأخوان في عام 1988 شمول 17600 طبيبا في التأمين الصحي الذي كان الأطباء يعانون منه في السابق، و43960 من أسر الأطباء. ثم انتقلت تلك التجربة عام 1989 الى نقابة المهندسين حيث استفاد 72000 منهم في ذلك.

كما استطاع الأخوان تلبية حاجات الكثير من النقابيين في تأمين سلع كالغسالات والثلاجات والأثاث وغيرها في شكل مريح يشد جمهور المستفيدين في الانجذاب لهذا النوع من الخدمات.

ب ـ اتحادات الطلبة في الجامعات

لم يصر الأخوان على الاكتفاء بخطابهم الديني التقليدي الذي جاء بعد هزيمة حزيران/يونيو 1967، الداعي لإثارة الهمم، بل عمموا تجربة توزع بطاقات على طلبة الجامعات أثناء استقبالهم، ومساعدتهم في تأمين كتبهم بحسم 30% مع بعض الخدمات الأخرى، مما صنع هالة طلابية شكلت منبتا لأتباعهم.

ج ـ نوادي أعضاء الهيئات التدريسية

استطاع الأخوان السيطرة على الهيئات الإدارية لنوادي أعضاء الهيئات التدريسية، فبحلول التسعينات استطاع الأخوان رفع رواتب حملة الدكتوراه من الخريجين الجدد لتصبح عام 1992، ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عام 1986، كما هيئوا مساكن لأعضاء الهيئات التدريسية من خلال توزيع 200 شقة سكنية على حملة الدكتوراه عام 1992، مما زاد من شعبيتهم، ثم تنظيم جمعيات تبيع بشكل مريح حاجات المتزوجين منهم.

2ـ شرعية خدمية منظمة

طور الأخوان من أساليبهم التنظيمية، فبعد أن كان تعيين المشرفين والقادة الفرعيين يتم من المركز، أصبح التنظيم يمارس نوعا من اللامركزية التي تعتمد الانتخابات في كل مجال من المجالات، وهي خطوة أضفت على التنظيم تماسكا نوعيا جديدا. وقد استحدث (تنظيميا) لغاية كتابة هذه الدراسة (كما يقول المؤلف هشام العوضي) تسعة أقسام هي: (1) قسم الدعوة (2) قسم الخدمات الاجتماعية (3) قسم الطلاب (4) قسم العمال (5) قسم نوادي أعضاء الهيئات التدريسية الجامعية (6) قسم الأخوات (7) قسم التدريب الرياضي (8) قسم شؤون العالم الإسلامي (9) قسم النقابات المهنية.

وقد تتفرع لجان أخرى في التنظيم مثل: اللجنة المالية، ولجنة التاريخ، ولجنة العلماء، ولجنة البرلمان.

يتبع ( مرحلة التصادم في التسعينات)
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس