عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-02-2009, 08:19 PM   #3
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

أتتصور ياأخى ماذا كان الرئيس عبدالناصر يفعل بمواطن إسرائيلى تسلل للبلاد وتتصور يا أخى ما يلقاه المواطن المصرى مجدى حسين على فى أزمنة ما بعد الضربة الجوية مع فارق واحد أن مجدى لا يملك طائرة صغيرة ولكنه يملك فقط روح عالية وهمة تندر بيننا وجل ما فعله أنه خرج من قافلة تامر وراح يربت على كتف طفلة يتيمة فقدت ساقاها وشاهدها العالم قاطبة على الشاشات، ودمى قلب مجدى حسين وكل من له حس وضمير إنسانى فى العالم عليها إلا فى مربعات ومخمسات التهدئة فقد كان الهم منصبا على فعلة حماس البشعة فى إختيار المقاومة وصمودها بما منع دحلان ورجاله من العودة الظافر إلى غزة عبر معبر رفح وبذلك خابت آمال مصر وأتت رياح حماس بما لا تشتهى السفن.
فى زمن الرئيس عبدالناصر كانت المعابر مفتوحة إلى غزة وعبرت شخصيا أكثر من مرة بالقطار وبرا مع زملاء الدراسة ولم يسألنا أحد لا فى الروحة ولا العودة طلبا لإبراز هوية وكان ذلك تحت سمع وبصر وحراسة جنود وضباط قواتنا المسلحة الوطنية الباسلة، وكانت حركة البضائع مستمرة من غزة إلى سوق غزة فى العتبة ووقتها كان إتجاه البضائع إلى مصر عبر الحدود المفتوحة دون الحاجة لأنفاق تسد رمق أهلينا فى غزة الذين نحكم عليهم الآن الحصار بأسعار مبالغة.
ولكنك لم تدرك الفارق أنه حين كان يتسلل ناتان كان الشعب وقواته المسلحة فى حينه كانوا فى حرب على إمارة إسرائيل العبرية أما اليوم فقد إنقلبت الحرب مع إنقلاب الإنتماء وتبديل وديمومة الكراسى إلى إمارة غزة وحماس الإسلامية، وسبحان مغير القلوب فالإماراتان متجاورتان على نفس خط الحدود، و لذلك اليوم يا عزيزى الأستاذ مجدى فإن ألإسرائيليين يدخلون ويخرجون من مصر حتى إمارة شرم الشيخ وعيون موسى دون مشكلة أو إظهار هوية من المعابر على نفس خط الحدود مع غزة ألا ترى فى ذلك تفرقة عنصرية بين أصحاب الأرض المصريين وظهرانينا وأهالينا المكلومين فى غزة وبين الوافدين من الجارة العبرية المستعربة حاليا لدى أهل الحل فى مربعات التهدئة، ولا يفوتك أن حركة البضائع الواردة الآن هى إلى كازينو القمار فى سيناء وأغلبها يرد من إمارة إسرائيل العبرية وتعلم ما يترتب على ذلك من أرباح تتخم الحسابات البنكية عبر المحيطات، ولا يفوتك أنه حين يتسلل الجواسيس قادمين من الإمارة العبرية أو تجار المخدرات أو من قتلوا سليمان خاطر فى محبسه ومن سواه ... فإنهم على إستحياء يحالون للمحاكمة أمام القاضى المدنى الطبيعى.

ولكن لماذا تامر ولماذا مجدى؟

لذاكرة التاريخ.. أتذكرون وقت أزمة القضاة أنه تم القبض على الكثيرين من شتى القوى الوطنية بتهمة التجمهر فى نطاق محكمة شمال وفى ذات الوقت سمح لمظاهرة معجبى ومعجبات تامر وكان الهتاف تامر تامر بنحبك يا تامر فى قضية تزوير أوراق الجندية بينما كان الأستاذ مجدى وأيمن نور ود كتور محمد مرسى وكثيرين محبوسين فى عربات الأمن المركزى نكاية فيهم.

ما هو ذنب مجدي حسين الحقيقي الذي يحاكم عليه؟

كنت في موضوع سابق نقلت أخبار الجرائد عن اعتقال المناضل مجدي حسين الذي تمكن بطرقه الخاصة (وعملياً بمغامرة) من الوصول إلى غزة بعد أن عملت أجهزة الأمن المصرية ما بوسعها لإثنائه عن زيارة أشقائه في الطرف الآخر من المعمورة!
لكني هنا أطرح السؤال: كيف تحاكم أجهزة النظام هناك مواطنا زار غزة وهو شخص فرد بل هو ليس من حيث الوضع الصحي بأحسن حال في الوقت الذي لا تحاكم دول الغرب المتطوعين الذين يقومون "بالجريمة" نفسها أي دخول حدود غزة المحاصرة بلا إذن (عن طريق البحر وغيره)؟
ما هو ذنب مجدي حسين الحقيقي؟
أعتقد أن ذنبه الفعلي عند أنظمتنا هو بالتحديد الذنب الذي لا يغتفر عندهم ألا وهو "حرية القرار"!
المواطن عند النظام المصري ليس مسموحاً له أن يتخذ قراراته بحرية.
لا توجد ثقة بين نظام نخبة صغيرة متسلطة على البلد وثرواته وتنظر إليه على أنه مزرعة وغالبية الشعب التي تراها الحكومة مصدرا محتملا للتهديد في كل لحظة وهي نظرة اللص لأصحاب البيت.
لو شاهدنا منظر طلاب الجامعة المصرية خلف أسوار الجامعة وهم ممنوعون من الخروج إلى الشارع للتعبير عن تضامنهم مع إخوتهم في فلسطين فسنتذكر بالفعل منظر السجن وهذه هي حقيقة الأنظمة العربية..إنها سجون كبيرة لمواطنيها.
يبقى السؤال المهم: متى ينظر المواطن العربي إلى نفسه على أنه إنسان كرمه الله ويستحق الحرية؟ من السهل أن تستعبد إنساناً يرى نفسه عبداً أي هو مقتنع في أعماقه أن من حق حكومته أن تستعبده لكن من المستحيل أن تستعبد إنساناً هو مقتنع في أعماقه أنه حر ليس من حق أحد من البشر أن يستعبده فقد ولدته أمه حراً كما أخبرنا عمر رضي الله عنه.

أستاذ مجدى

تحية لك

بصراحة فأنت عصى على النظام وغصة فى حلقه ولا تساوم ولا تفاوض ولا تهادن ولا يعرفون طريقهم إليك لذلك تستفزهم وتثير حنقهم لإتخاذ مواقف عصبية شخصية غير مبررة تجعل من مصر أضحوكة ومسخ فلو سافرت عن طريق قبرص على السفن الأوروبية فماذا كانوا سيفعلون، ويسجلها أوباما فى ارشيف النظام.
ونثق فى مقولتك أن حراس المعابر فى القلعة الساقطة حتما آن الآوان لإنزوائهم فى أماكن محفوظة لهم.
ولله نفوض الأمر و لن يهدأ لنا بال حتى نراك بيننا..
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس