الى*سهيل*اليماني*
أرقت لهم أسهرتني طوارقه ***
وساعدني دمعي ففاضت سوابقه
وبت أراعي النجم لا أطعم الكرى ***
كأني أسير طائر القلب خافقه
يعالج أغلال الحديد مكبلا ***
وقد عدن بيضا كالثغام مفارقه
ولم أبك طيفا زار وهنا خياله ***
ولا شادنا في الخدر كنت أعانقه
ولا شاقني ربع خلا من أنيسه ***
فأضحت به آرامه وزقازقه
ولا خلت أضغاثا فبت مسهدا ***
لأن الفتى ما عاش فالله رازقه
ولكن دهرا ضاق بعد اتساعه ***
وجاءت أمور وسعتها مضايقه
مضى سلف أهل الحجا منه والتقى ***
ولا خير في دهر تولت غرانقه
فلم يبق إلا شامت بمصيبة ***
وذو حسد ما تستقيم طرائقه
عدو صديق عابس متبسم ***
يعاملني بالمكر حين أوافقه
يجاملني جهرا إذاما لقيته ***
وفي الصدر ما تهدا هديرا شقاشقه
إذاما رأى الدنيا علي تهللت ***
بإقبالها يوما صفت لي خلائقه
وإن آل خطب أو ألمت مخلة ***
أوصله فيها بدت لي صواعقه
وصر بنابيه علي تغيظا ***
وصعد أنفاسا كأني خانقه
وعين الفتى تنبي بما في ضميره ***
وتعرفه باللحظ حين تناطقه
سأصرف نفسي عن هوى كل غادر ***
وأعرض عن أخلاقه وأخارقه
وأجعل أهل الدين أهل مودتي ***
ليعلم أهل الفضل من أنا واثقه
وأما رجال نافقوا في إخائهم ***
ولست إذا أحببت حرا أنافقه
قلوب الذئاب الضاريات قلوبهم ***
وألسنهم أحلى الذي أنت ذائقه
فلست إليهم ما حييت براغب ***
ولا خير في حب امرئ لا تطابقه
ومن هانت الدنيا عليه فإنني ***
ضمين له ألا تنم خلائقه
ومن كابد الدنيا فقد طال همه ***
ومن عف واستغنى رأى ما يوافقه
ومن حارب الأيام طاشت سهامه ***
ومن أمن المكروه فالدهر عائقه
إذا المرء لم يبذل من الود مثلما ***
بذلت له فاعلم بأني مفارقه
وما قد بناه الله تم بناؤه ***
وما قد بناه الظلم فالله ماحقه
ولا بد من موت وشيك وآجل ***
فحيث يكون المرء فالموت لاحقه
خذوها ذوي الألباب أحكم نسجها ***
وصنفها مستحكم القول صادقه
__________________
آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 12-02-2009 الساعة 01:36 AM.
|