09-02-2009, 02:39 AM
|
#6
|
|
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد
لا شك أن من يلاحظ عن قرب الموقف الذي يقفه الأتراك العاديون (والفقير لله البدوي الشارد ممن أتيحت لهم الفرصة لرؤية الواقع التركي عياناً وليس عبر شاشات التلفاز أو آراء المحللين السياسيين) يعرف مدى الظلم الذي يتضمنه القول إن الأتراك اتجهوا للشرق بعد أن لم يقبلهم الغرب. الناس العادية تشارك بمئات الألوف في مظاهرات لم تتوقف ومهرجانات احتفالية في دعم غزة. كل هؤلاء بعيدون كل البعد عن الاعتبارات السياسية والاقتصادية الضيقة، ذلك أن مجرد صعود التيار الديني في تركيا يشير إلى تغير في المزاج الشعبي التركي، لكنه في الفترة الأخيرة وصل إلى ذروته. وللعلم فقط فإن أكبر تجمع في استانبول وهو تجمع مليوني حقيقة لا مجازاً لم يدع إليه حزب العدالة والتنمية الحاكم بل دعى إليه حزب السعادة وهو حزب لا يحبذ تكتيكات أردغان السياسية ويأخذ مواقف جذرية من قضية الصراع العربي الصهيوني.
لذلك ليس من العدل في شيء أن نحاكم التحول التركي على أساس أنه تحول مصلحي. إن أردغان نطق بلسان الشعب التركي بغالبيته الساحقة وهو يعرف شعبه هذا جيدا ويعرف أنه سينتخبه إن أخذ هذا الموقف فقط. محاججاتنا تنطلق من رؤيتنا العربية لأن حكامنا لا يبالون برأي شعبهم.
ولو كان أردغان وهو رجل ذكي يريد فعلاً مصالح اقتصادية مثلاً مع العالم العربي لكان من الأربح له أن يأخذ موقفاً متصهيناً لأنه بمواقفه المبدئية كسب عداء الحكام العرب الذين بيدهم القرار الاقتصادي والسياسي ولم يربح إلا محبة الجماهير التي ليس في يدها أي قرار.
|
أخي الكريم
لقد فوجئ الجميع من موقف تركيا تجاه إسرائيل، وأنا لا أتحدث هنا
عن الإرادة السياسية الحاكمة بل أقصد الشعب التركي الذي ثار بشكل
منقطع النظير عما رأيناه في الشارع العربي، واستمرت ثورته قائمة
في الأوساط الشعبية طيلة فترة الحرب، مما يدل على مساندة الشعب
التركي المسلم ودعمه للقضية الفلسطينية، وهذا يكذب جميع الحقائق
التي راهنت على جعل تركيا دولة علمانية تابعة للغرب، فيبدو أن
الغرب برأيي يجب أن يعيد حساباته من جديد من أجل خلق سبل جديدة
تصب في اتجاه تهجين الأتراك وصد هذا التدفق الوجداني العارم
نحو الإسلام الممثل في القضية الفلسطينية وتحديدا القدس الشريف.
فتركيا التي كانت بالأمس القريب تفتح أبوابها للجيوش الأمريكية
لضرب العراق تقف حكومتها موقفا عكسيا ضد إسرائيل !!..
أنا أوافقك الرأي بأن الشعب التركي لا يمكن التشكيك في مواقفه
تجاه القضية الفلسطينية لكن التوجه السياسي يكتنفه الغموض
ولا يمكن أن نعتبره منزها عن المصالح التركية في المنطقة .
تحياتي إليك
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
|
|
|