ومضــة
نجاح مشروع السلطان سليم العثماني في تكوين ( إتحاد إسلام ) أي الإتحاد الإسلامي العام
بعد معركة جالدران بسنتين ، انتصر الجيش العثماني على الجيش المملوكي الذي كان بحوزته الخلافة العباسية ، وتحت سلطته الميزات المعنوية العليا للمسلمين ، مكة ، والمدينة ، والقدس .
وكان الإنتصار الكبير في مرج دابق ، أعطى الإمبراطورية العثمانية قفزة تاريخية مكنتها من التربع على عرش أكبر دولة عالمية ذلك الوقت .
ومضــة
خادم الحرمين الشريفين
عندما دخل السلطان سليم حلب ، أطلق الخطيب الذي تلا الخطبة على السلطان سليم وصف ( حاكم الحرمين الشريفين ) ،فتدخل البادشاه وبدَّل كلمة ( حاكم) بخادم ، ثم تلقـب الخلفاء الذين انحدروا من بني عثمان ، بصورة رسمية حتى 1924م ، بلقب خادم الحرمين الشريفين. المصدر السابق ص 225
خرَّ السلطان سليم الذي لم يتمكَّن من السيطرة على دموع عينيه ، على الأرض ساجداً سجدة الشكـر ، ووضع رأسه على أرض المسجد المرمري بعد رفعه للسجادة من الموضع الذي يجلس فيه ، فرحاً لنيله خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم الشرعية ، خلع خلعته التي لاتقدر بثمن وألبسها الخطيب ، ثم أمر بنقل الأمانات المقدسة الموجودة في القاهرة ، ومكة ، إلى ساري طوبقابو في استانبول ، وشيد جناح خرقة شريف ( البردة الشريفة ) ، لحفظها ، واكتملت صفة خلافة السلطان سليم بإنتقال القدس ، والمدينة المنورة ، ومكة المكرمة إلى الإدارة العثمانية .
ومضــة
حجم الإمبراطورية العثمانية عند وفاة السلطان سليم
قال في المصدر السابق : ( قام خلال 8 سنوات بأعمال لايستوعبها العقل ، وجعل الإمبراطورية العثمانية دولة عالمية حقيقية كبرى ( 1517) ، وحافظت الدولة العثمانية على فتوحاته مدة 4 قرون ، ترك دولة مخيفة لأعدائها ، تمتد بين فاس وحضرموت ، سودان ، وروسيا ، كان هدفه ، يحقق في إيران ما حققه صلاح الدين الأيوبي في مصر من حيث القضاء على الحكم الشيعي ، الذي لم يكن قد أكمل بعد سنته ألـ 20 ، والسعي لإقامة الإتحاد الإسلامي ، والوصول إلى طوران ، تركستان ، والهنـد ) ص 237
ومضــة
فتح رودس عام 1522م ، وقصة فرسان مالطة
تولى السلطان سليمان القانوني الذي حقَّق عالمية الإمبراطورية الإسلامية العثمانية بحق ، تولى الخلافة الإسلامية ـ كان الإمبراطور سليم قد أعلن أنه وارث الخلافة من الخليفة العباسي بعد سقوط المماليك ـ بعد والده ، لفتح بلغراد ، ففتحها.
ثم توجه برفقته شيخ الإسلام علي أفندي ـ أي المفتي العام ـ إلى جزيرة رودس ، قال المؤلف في المصدر السابق : ( كانت رودس بلوى كبرى بالنسبة للمسلمين ، كانت طريقة saint-jean العسكرية التي تسيطر على رودس ، والجزر الأثني عشر وبودروم ، قد تأسست خلال الحملات الصليبية في عكـّا للجهاد ضد المسلمين ، كانت هذه الطريقة لاتزال تقوم بمهمتها بواسطة أسطولها ، تضرب السفن التي تسير في شرق البحر الأبيض المتوسط بين الأناضول ، ومصر ، وسورية ..
ثم بعدما وصف حصار المسلمين للجزيرة قال : عجز الفرسان ـ أي فرسان مالطا سمُـُّوا بذلك لأنَّهـم انتقلوا بعد ذلك لمالطا ـ بسبب إمكان الرمي داخل القلعة بواسطة مدافع الهاون ، والقذائف التركية ، كان الجاسوس الموجود داخل القلعة ، يخبر بالأماكن الحسّاسة في القلعة بواسطة الضوء ، لم يقبض على الجاسوس إلاَّ بعد أسابيع حيث مزَّقه الفرسان ، لقيت الجاسوسات التركيات الـ 3 الموجودات في القلعة ، نفس العاقبة ، أثناء إضرامهنّ النار ، ورغـم تقطيع أعضاء هؤلاء إرباً إرباً ، لم يبحن بأسماء الجواسيس الآخرين الموجودين في القلعة )
ثم قال بعدما ذكر سماح الخليفة سليمان للفرسان بالخروج من القلعة سالمين : ( أخذ الفرسان أسلحتهم ، ووافق السلطان سليمان على زيارة الأستاذ الأعظم الذي كان فرنسيا ، حيث مَثـُل بين يديّ السلطان مرة أخرى بعد 6 أيام ، وشكره على السماح للفرسان بالخروج بسماحة إنسانيّة لاتصدق ، خلال هذه الأيام كان البابا أندريانوس الثاني يجري مراسم أعياد الميلاد في كنيسة سان بيترو في روما ، فتدحرجت حجارة سقطت من حافة سقف الكنيسة نحو قدميه ، فتشاءم الباب ، وقال ( سقطت رودس ) .. وهكذا اقتلعت وأزيلت من شرق البحر الأبيض المتوسط دولة كاثوليكية ، من بقايا الحملات الصليبية التي يرجع تاريخها إلى 213سنة ، وهي آخر دولة صليبية قضى عليها المسلمون ، وفي 1530م ، أعطى الملك شارل كوينت إلى الفرسان جزيرة مالطة ، وفي هذه المرة قاموا من هذه الجزيرة بإيذاء المسلمين الموجودين في أواسط البحر الأبيض ) . ص 264
ومضــة
قصة لجوء فرنسا لخليفة المسلمين ضـد شارل ـ كونت
كان شارل كوينت يقيم في أسبانيا وهولندا ، ويدير ألمانيا بواسطة أخيه فرديناند فون ،وكانت عاصمة ألمانيا هي فيينا ، وكانت لديه دولة قوية تهدد الخلافة الإسلامية العثمانية .
قال في المصدر السابق : ( صمَّم السلطان على تشتيت هذه الدولة ، وتقسيمها إلى دول كما كانت في السابق ، ويلاحظ أن في ذلك الوقت كانت أسبانيا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أقدر جيش وأسطول ، كما كانت قد أصبحت ذات مستعمرات كبيرة في أمريكا ..بقي ملك فرنسا ، وملك إنكلترا ، مستقلين بين الحكـّام الأوربيين ، وكان شارل ـ كوينت ، قد أدخـل البقية بشكلٍ أو بآخر في قبضته ، عزم ملك فرنسا على منازلة شارل ـ كوينت ـ مهما كلّف الأمر ، لكنّه هـُزم في الحرب الميدانية ، وأُسـر ، وسيق إلى مدريد ، وسجن في أحد القصور .
أرسلت أمه إلى السلطان سليمان القانوني ، ورجته تخليص ابنها من السجن ، وعندما اطلع السلطان في 6/12/1525م ، على كتاب نائبة ملكية فرنسا ووالدة ملك فرنسا ، أصبحت بيده حجـَّة مهمّة تجاه شارل ـ كوينت ، كما أصبح معه حليف طبيعي في الغـرب ، وأصبح بإمكانه التحرُّك بإسم ملك فرنسا بصورة شرعية ، ورسمية ، حيث إنَّ فرنسا قد طلبت منه ذلك بصورة رسمية ..كان شارل كوينت بالنسبة للأوربيين ، إمبراطوراً على روما الغربية ، أما السلطان سليمان ، فإنـَّه إمبراطور روما الشرقية ، وكان السلطان سليمان يرى أنّه هو إمبراطور روما الموحدة ، وأنّ شارل ـ كوينت غاصب ..أمـّا بالنسبة لفرنسا ، فقد كان لجوؤها لإمبراطور أوربا الشرعي ، السلطان سليمان ، أمـراً مشروعا بالنسبة للقانون الدولي في ذلك العهد ، إذ كان في ذلك العصـر ، مرجعان اثنان بالنسبة للملوك النصارى الذين يصيبهم الحيف : الإمبراطور ، والبابا ، وكانت قوة البابا العسكرية محدودة ، إذ لم يكن يسيطر إلا على إيطاليا الوسطى فقط .
كان شارل ـ كونت قد سجن فرانسوا في قصـر من مخلَّفـات العرب في مدريد ، وأجبره هناك على توقيع معاهدة مدريد ، ذات الشروط الصعبة وأخلى سبيله ، ذهب فرانسوا ـ ملك فرنسا ـ الذي وقع هذه المعاهدة السيئة للحصول على حريته إلى باريس ناجيا بنفسه ، ولم يكن ينوي أبـداً تنفيذ شروط هذه المعاهدة ، وأَخــذ في تطوير العلاقات التي بدأت والدته بتأسيسها مع السلطان سليمان ..
أضطر شارل ـ كوينت ، خلال سلطنته الطويلة ، إلى مواجهة أربعة أعداء ألدّاء له : أحدهم سليمان القانوني ، الثاني بربروس خير الدين باشا ـ تركه السلطان سليمان يتولى أمر البحر المتوسط ـ ، الثالث فرانسوا ، ورابعهم مارتن لوثر .ص 268
|